من يسيس الدين؟
مدحت القصراوي
هناك علاقة للدين بالسياسة بالمعنى الصحيح، كإقامة حاكمية الله تعالى بإقامة شريعته، وإقامة النظام الذي يحقق سمات النظام الإسلامي كالشورى ودور أهل الحل والعقد وغيره، وهناك القيم الشرعية التي تميز النظام الإسلامي كالصدق والأمانة مع الكيس والحصافة وحفظ المصالح وغيرها.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
هناك علاقة للدين بالسياسة بالمعنى الصحيح، كإقامة حاكمية الله تعالى بإقامة شريعته، وإقامة النظام الذي يحقق سمات النظام الإسلامي كالشورى ودور أهل الحل والعقد وغيره، وهناك القيم الشرعية التي تميز النظام الإسلامي كالصدق والأمانة مع الكيس والحصافة وحفظ المصالح وغيرها.
وهناك علاقة مذمومة كتبرير الحرام والباطل والظلم، بل وحرب الدين بحجج دينية، ليلغي الدين نفسه! ويبرر ذبح الإسلام وإقصائه وقتل أهله وحرقهم!
العلمانيون وأعداء هذا الدين يرفضون علاقة الدين بالسياسة على الوجه الصحيح وهو الأول، ويقبلون ويباركون ويرعون العلاقة الثانية، لأنه في هذه الحالة ليس هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
في العلاقة الأولى يتطلب الدين الحق جهادًا وتضحية ونضالاً، وغربةً واستشهادًا وصبرًا يعقبه عز أمة وخير لأجيال، وحضور عالمي وقيام بالرسالة وإرث النبوات.
في العلاقة الثانية هناك أجور وشهرة، ورغد مؤقت، وذل عاجل.
هنا تضع الفتاوى والنصح المعنوي للجيوش لقتل المسلمين وترديد الببغاوات، وغير ذلك من جهد المأجورين وحملة المباخر.
هذا هو التسييس المحرم والمرفوض للدين، وهذا ما يحرص عليه أعداؤه، فمن الذي يسيس الدين ويهينه؟
هل العلمانيون أم الفاسدون أم الأجراء؟ لا تعد فهم كُثر! وأسأل الله العافية والثبات، ولا تسأل عمن هلك كيف هلك، ولكن سل عمن نجا كيف نجا.