ولاء في مقابل ولاء ومحبة عوض عن محبة
مدحت القصراوي
الاطمئنان في ركن الله وجنابه، وهكذا رأينا المؤمنين وشيمتهم، ركنوا باطمئنان وقدموا أرواحهم عن رضا وطواعية وثقة، وتحملوا الأذى مبتسمين وراضين، ولو افترق بهم حبيب قاسوا الأمر أنها مسألة زمن وسباق، فقد سبق أحدنا إلى الله تعالى، قال أحد أطفال سوريا وهو يستشهد، في آخر لحظات عمره: "سأحكي لله تعالى عن كل شيء".
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
قال الله.. فمن له قول بعده؟
لما كانت العبودية مدارها على الحب وهو خلاصتها، فما الإخلاص إلا انجذاب الروح بكليتها لله تعالى، كانت عبودية المؤمن لربه تحقيقًا لمحبته، ولما كان المحب لا يوالي عدو محبوبه، سواء كانوا أشخاصًا يتمثل فيهم الكفر ويحملون منهجًا معاديًا، ويقفون موقف العداء للرب تعالى أو أوضاعًا منحرفة عن هذا الدين، كان لازمًا لمحبة الله وعبوديته أن يعادي المؤمن عدو ربه، وقد جاءت أحكام الشرع وآيات الله تؤكد الحقيقة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ} [المائدة من الآية:51].
ووصف اليهود والنصارى هنا وصف غير مقيِّد، فهو تمثيل للعام ببعض أفراده، فحكم الوثنيين والملحدين، وحكم الإباحيين والمبدلين، حكم اليهود والنصارى.. ويؤكد هذ عموم النهي عن ولاء الكافرين عمومًا في مواضع أخرى كقوله تعالى: {لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} [آل عمران من الآية:28]، واتخاذُهم أولياء يكون بتولي رايتهم ونصرها؛ إما بالمظاهرة العلنية الواضحة، وإما بالتآمر معهم على المسلمين، وكذا الذبذبة بين ولائهم وولاء المسلمين، كل هذه من صور الولاء المنهي عنه في الآيات والمناقض لمحبة الله ونصرته وولائه وولاء أوليائه وحزبه ورايته.
ثم ذكر تعالى من حال أعدائه، مما يوجب ولاء المؤمن لأخيه دونهم، فقال: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [المائدة من الآية:51]، مما يوجب مقابلة تولي الكفار بعضهم لبعض، بولاء المؤمنين بعضهم لبعض، فقال تعالى في موضع آخر: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73]، يعني إلا يوالي بعضكم بعضًا بإزاء ولاء الكافرين لبعضهم بعضًا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.. وقد كان.
ثم هدد من يخالف فيصل الكفار بما يجب للمؤمنين، أن يفقد صلته مع الله تعالى إن آثر صلتهم دونه، فقال تعالى: {مَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة من الآية:51]، ثم ذكر تعالى أن هذا من الظلم الأعظم، لأنه وضع الولاء والحب والنصرة في غير موضعها، فأعطاه لعدوه بدلا من ربه تعالى وأوليائه، فقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة من الآية:51].
ثم ذكر تعالى فضيحة المنافقين، وأن نفاقهم يشرئب في مثل هذه المواطن، وأن الخوف وخشية الدوائر هو المحك الذي يكشف صحيح القلب من سقيمه، ويظهر عنده رسوخ الولاء لله أو لعدوه، فقال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم} [المائدة من الآية:52]، والمرض في القلب لا يعلمه إلا الله لكنه تعالى قال: {فَتَرَى} فعُلم أنه عند الخوف ستكون أفعال منكرة لا تخطئها العين، يراها الناس بأعينهم، ولذا قال: {فَتَرَى}، ثم ذكر هذه الأفعال المحقِقة لمرض القلب ونفاقه بما لا يحار فيه المؤمن بل يعجب له، فقال: {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} [المائدة من الآية:52]، يعني في ولاية العدو.
ثم ذكر تعالى حقيقة الدافع لهذه المسارعة في صلة العدو على حساب الصلة مع الله والمؤمنين فقال: {يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة من الآية:52]، والقول حاليّ ومقاليّ، فالحال يتكلم واللسان كذلك، والدائرة (خوف أو جدب) يعني الهزيمة أو ذهاب المال والرزق، الأمن النفسي والبدني، ضياع النصر أو الرزق، فطلبوهما من غير الله لافتقادهم الاعتصام به تعالى، بينما قد سأل الله تعالى الكفار مبطلا لدوافع شركهم ؛ فسألهم مبطلا لطلب النصرة من غيره فقال: {أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك:20]، ثم سألهم مبطلًا لطلب الرزق من غيره فقال: {أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك:21]، فبطلت أسباب الشرك ودوافعه ومبرراته، وبطل مبرر اتجاه القلوب إلى غيره تعالى طلبًا لنصر أو رزق، لرغبة أو لرهبة..
لكن خور قلوب المنافقين عاد بهم إلى ما أنكره تعالى على المشركين، ليستووا في اضطراب الرؤية ومرض القلوب ودوافع العصيان، فرد تعالى عليهم أن الأمور ليست بالموازين الظاهرة ولا القوى والمعسكرات الغالبة، فكل هذا إلى حين، فقال تعالى {فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} [المائدة من الآية:52]، وقد نوّع تعالى بين الفتح الذي هو النصر وبين أمر ما من عنده كأن يكون فضيحة المنافقين، أو ما شاء الله من الأقدار المطلقة غير المعيَّنة، ليبقى قلب المؤمن معلقا بما في باكورة الغيب بيد الله، ويبقى قلب المنافق لا يعلم من أين يؤتى {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}، ثم ذكر حال قلوبهم عند اعتدال الموازين ونصرة الحق وظهوره {فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة من الآية:52]، هذا في حال بقاء بقية من حياة في قلوب مترددة، تتمنى عند ظهور الحق ونصرته أن لو اعتصمت بالله وانحازت إلى المبادىء وارتمت في معسكر المؤمنين يصيبها معهم ما أصابهم، فثم الأمان عندهم.
ثم ذكر تعالى تفاجؤ المؤمنين وتعجبهم من فعل المنافقين الذين لم يكونوا يعلمون نفاقهم، فظهر نفاقهم في وقت الشدة عندما لمحوا إمكانية ظهور العدو، بينما كانوا يغطون نفاقهم بمبالغة في إثبات الانتساب وتشددهم في أيْمانهم أنهم مع المعسكر الإسلامي: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} [المائدة من الآية:53]، فهم في تعجب يكاد يصل إلى الذهول مما رأوا ممن كانوا معهم في صفهم ؛ كيف خارت قلوبهم ففعلوا ما لا يصدر عن مؤمن ولا يتوقع منه، حتى أن المؤمن ليحمد الله على المحنة أن كشفت هذه القلوب وعرّت هذه النفوس، كما أن المؤمن ليشفق على نفسه ويخاف على قلبه، فيزداد تضرعًا لله بالثبات، ويزداد شعوره بمنة الله عليه بهذا الدين.
ثم أعقب الله تعالى حكاية تعجب المؤمنين من المفاجأة بمفاجأة لا تسر المنافق فقال تعالى: {حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ} [المائدة من الآية:53]، وحبوط العمل يوجب للمؤمن الحذر على نفسه والخوف على قلبه والتضرع لربه، وحبوط العمل يعني أنهم لك يكونوا منافقين منذ البداية، ولكنهم نافقوا في موقف معين، فأركهم النفاق وارتكسوا في حمأته في لحظة شدة عرضت لهم، ولهذا أمثلة في كتاب الله كقوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} [آل عمران من الآية:176]، وهذا يشمل من نافق من قبل ومن نافق في هذا الموضع، وقوله: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [المنافقون من الآية:3]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [النساء من الآية:137]، فهو إيمان ضعيف يتردى صاحيه في لحظة ضعف، شهوة كانت أو خوف، أو هو تردد يجول بين الإيمان والنفاق، مترددًا بينهما.
وقد ذكر تعالى أن النفاق عقوبة تلحق بقلب صاحبها بسبب جريمة من الجرائم، كما قال تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة:77]، وواضح أن هؤلاء المنافقين وقعوا في النفاق في هذه اللحظة، والدليل على هذا أن لهم أعمالاً صالحة، وكان معهم من الإيمان ما تقبل به هذه الأعمال، فدلت الآية على أنهم لم يكونوا منافقين خلصًا منذ البداية، لكن كان عندهم الإيمان المجمل الضعيف مع مرض وريب، يُضعف قلوبهم وإيمانهم، يجعل هذا الإيمان سريع الزوال عند طارئ من شهوة أو خوف، والرغب والرهب كلاهما فتنة {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء من الآية:35].
ثم هدد الله تعالى المؤمنين وتوعد ضعاف الإيمان بأن من يرتد عن الدين، وكذلك الارتداد عن قيمه أو أخلاقه أو موازينه أو نصرة قضيته، فهذا يندرج تحت التهديد الأعظم، بأن الله تعالى عند كل ردة أو ارتداد عن الدين أو عن شيء منه، فسوف يبعث الله تعالى طائفة، محبين ومحبوبين، أحبوا الله والتزموا ولايته، مهما تقلبت بهم الظروف والأحداث وقلّبتهم الأقدار، فثبت حبهم لله في قلوبهم، وبادلهم تعالى حبًا بحب أعظم من حبهم له، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة من الآية:54]، ثم ذكر تعالى تحقيقهم لحبهم له بأنهم أحبوا أولياءه مهما اختلفت أوطانهم أو أقوامهم أو اختلفت معهم المصالح، فأحبوهم وذلوا لهم من الرحمة، فكان التراحم والصلات أساسًا، وكانت الرحمة عنوانًا، حتى أن رحمتهم بأولياء الله أوجبت ذلاً لإخوانهم.
كما حققوا قطعهم لولاية عدوه، فأبغضوا من أبغضه الله، وحققوا هذا باشتدادهم عليه، ولو تقاربت الأرحام أو اختلطت الدماء أو تقاربت الأنساب أو تلاقت المصالح أوْ لاح لهم مأمن عندهم، فقال تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة من الآية:54]، ثم ذكر تعالى علامة بارزة أخرى للمحبة؛ أنهم سعوا بأعمالهم وأموالهم ومفارقة الأهل والأبناء والأوطان وملاذ الحياة والتعرض للقتل أو الإصابة، من أجل إزالة مسخوطات الرب من الحياة إن كانت قوة ظاهرة، وإزالة مسخوطاته من النفوس بالهداية ما دامت ثمة قابعة: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [المائدة من الآية:54].
وطالما أن حب الله في قلوبهم حب عظيم وثابت وعميق آثروه على ما سواه، وما دام الله تعالى يحبهم فيثبتهم ويوفقهم ولا يكلهم إلى أنفسهم ولا يخذلهم ولا يحرمهم معيته وتوفيقه، فلن يعبأوا مقدار المخالفة أو حجم الغربة أو عِظم الوحشة أو شدة العداء، ولن يوقفهم لوم لائم أو عتاب معاتِب أو نصحُ كاذب بأن يتركوا الطريق تحت أي شعار أو معسول الكلام أو تخويف رعديد أو لابسًا لثوب الوعاظ أو معلنًا أن المصلحة مع العدو لا مع المؤمنين، فقال: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة من الآية:55].
ثم ذكر تعالى أن الحياة لا معنى لها إلا أن يهتدي أصحابها، وأن الفوز في طريقة الحياة ذاتها، وفي المواقف المتخذة وأن السعادة في نفس المأخذ الذي تعيش به والمواقف التي تحددها، وهو وفوز عاجل قبل الآخرة، فمن وفقه الله وأفضل عليه فجعله في ولائه وصفه وكنفه، واصطفاه فجعل عمله جهادًا لربه مريدًا وجهه؛ فذكر تعالى منته عليهم في هذا الاصطفاء والاجتباء فقال: {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة من الآية:54].
ولما ترك المؤمنون ولاية الكفار وتبرأوا من أعداء الله تعالى، ولما لم يميلوا مع المصالح بل وقفوا على المبادئ والعقائد، ولما أن صدقوا في المحبة وحققوها، واتخذوا منهج الأعمال على وفقها، وتركوا الناس وهم محتاجون إليهم عوضهم تعالى، فكما عوضهم عن حب الخلق بحبه، عوضهم عن ولاية الخلق بولايته، وكانت ولايته لهم أصلاً، وولاية خير البرية تبعًا لولايته، لقد اختاروا الأخيار، فقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة:55]، لقد جانسوا خير الخلق، وتآلفت قلوبهم مع خير القلوب، ونفرت من كل منافق أو كافر أو معادي، وأنِسوا بالصالحين، فصاروا ركّعًا مع الراكعين، ودخلوا في عداد الخاضعين وكرموا مع الكرام، فكانت الصحبة الأسنى في الدنيا تمهيدًا لأن تدوم الصحبة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار خلد أبدا، وحسن أولئك رفيقًا.
ولما أن نصروا الله، وقد قل الناصر من أهل الدنيا، وكثر الخاذل، ولما أن ذابت نفوسهم فلم يعد لها مكان في نفوسهم، ولما أن نسوا الفرحة لأنفسهم حتى صارت فرحتهم أن ينتصر منهج الله وشرعه ودينه، وعدهم تعالى على ولايته وحبه، أن يحقق لهم نصره ويعلي لهم المنهج الذي اختاره لهم فاختاروه، وأن تغلب القيم الربانية التي أنزلها إليهم فتبنوها وحملوها، فوعدهم بغلبة مستقرة ما داموا على ذلك، فقال: {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:56]، وصيغة جواب الشرط تشي بالاستمرار والدوام، بمعنى أنه من شأن الله تعالى أن ينصر حزبه ولا يخذله، لا يتخلف ذلك أبدًا، ولا يشك في ذلك مؤمن.
فالاطمئنان في ركن الله وجنابه، وهكذا رأينا المؤمنين وشيمتهم، ركنوا باطمئنان وقدموا أرواحهم عن رضا وطواعية وثقة، وتحملوا الأذى مبتسمين وراضين، ولو افترق بهم حبيب قاسوا الأمر أنها مسألة زمن وسباق، فقد سبق أحدنا إلى الله تعالى، قال أحد أطفال سوريا وهو يستشهد، في آخر لحظات عمره: "سأحكي لله تعالى عن كل شيء" فلا إله إلا الله، وتبًا لكل مرجف، وسحقًا لكل منافق، وهلاكًا وبوارًا لكل عدو، وخذلانًا لمن عادى الله، وهل لأحد قِبل أو طاقة بمعاداة جبار السماوات والأرض.. نحن معه فمن يكونون؟! في محبة الله تعالى وولائه نعْم العوض.