أعلام السنة النبوية - عبد الله بن المبارك
من أقواله رحمه الله تعالى: "رُبَّ عمل صغير تكثِّره النية، ورُبَّ عمل كثير تصغِّره النية".
عبد الله بن المبارك (118- 181هـ)
هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم التركي ثم الخوارزمي أبو عبد الرحمن الحافظ، عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته، قدوة الزاهدين، السخي الجواد.
ولد سنة ثماني عشرة ومائة، قضى سني حياته في الأسفار حاجًا ومجاهدًا وتاجرًا.
طلب العلم وهو ابن عشرين سنةً، فسمع من سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، والأعمش وطبقتهم.
وحدث عنه معمر، وسفيان الثوري، وأبو إسحاق الفزاري، وطائفة من شيوخه، وحديثه حجة، وهو في الأصول والمسانيد.
ارتحل رحمه الله تعالى إلى الحرمين والشام ومصر والعراق وخراسان، وحدث في أماكن عديدة.
من أقواله رحمه الله تعالى: "رُبَّ عمل صغير تكثِّره النية، ورُبَّ عمل كثير تصغِّره النية".
ويقول أيضًا: "في صحيح الحديث شغل عن سقيمه".
وكان رحمه الله شاعرًا أديبًا. فمن شعره هذه الأبيات التي بعث بها إلى القاضي الفضيل بن عياض يقول فيها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا *** لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه *** فدموعنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا *** قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في *** أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا *** ليس الشـهيد بميتٍ لا يكذب
له (كتاب الجهاد)، وهو أول من صنّف في بابه، وله أيضًا (كتاب الرقائق).
قال ابن حجر في التقريب: "ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد".
مات بهيت على الفرات منصرفًا من غزو الروم سنة إحدى وثمانين ومائة، رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً.
للاستزادة:
- سير أعلام النبلاء، 8/ 378 – 420.
- الأعلام، 4/ 256.
- تقريب التهذيب.
- التصنيف:
- المصدر: