عبد الملك
فارفع عنك حِجاب الهون و أقبِل على الملك مستعصماً به دون الخلائق و قل مؤمناً بصوت ينطلق من أعماقك:
أنا عبد الملك ..
(عبد الملك) ..
هذا الاسم الذي أدفع به عني ذِّلة الأيام. مردداً له في استسلام تام. .. فآوي بين داله و ألفه أُدثِّر نفسي و أملؤها عزةً و فخراً.
فانحصر بين (أنا مِلك الملك ... أنا في مُلك الملك)؛ عبدٌ ذليل مفتقر إليه، عبد لا ينحني إلا إليه، ولا ينطرح على بابٍ سواه. و لا يُعظّم إلا أياه.
كيف لا و هو ربِّ كل شيء و مليكه.
و أما مُلك أهل الارض فهو مجازاً .. فالملك له وحده ! يعطي كيفما شاء و يأخد ممن يشاء.
و تدبر قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُم} [الأنعام:94]، وقد روي عن المأمون أنه قال عند موته : "يامن لا يزول ملكه .. ارحم من زال ملكه".
و تأمل يوم تَكون في الدار الآخرة. و قد شخصت الأبصار من الأهوال و ذُرِفت الدموع من الخوف و الرجاء .. فيقول الملك الجبار: {لمن الملك اليوم} .. فَتُسلّم مجيباً: {لله الواحد القهار} [غافر:16].
فارفع عنك حِجاب الهون و أقبِل على الملك مستعصماً به دون الخلائق و قل مؤمناً بصوت ينطلق من أعماقك:
أنا عبد الملك ..
ولكم تمنيت إن رزقني الله بمولود أن أسميه "عبدالملك "؛ ليتربى على هذا الوصف. وليشعر كم هو عزيز و هو عابدٌ متعبدٌ للملك، لا يُذلّ أبداً.
سبحانك يا من لا يفنى ملكه.
_____________
بقلم: هاجر خالد عبدالعزيز