إلى المحبَطين!
نحن ندبر لأنفسنا، والله تعالى يدبر لنا وللبشرية كلها وللأجيال القادمة، وللكون والأحياء والحياة كلها، ولإحقاق الحق ذاته على مدار التاريخ وفي فطرة الكون، إن الأمور لا تسير حسب ما نقرر أو نريد أو نرسم، بل نحن في مقام العبيد لا نتعداه نتعبد في كل حال بحسب ما يقتضي ذلك الحال.
نحن عبيد الله تعالى ولسنا آلهة، نحن لا نحدد لله تعالى ما يجب أن يفعل، ولا نحدد للسماء خطواتها، ولا نقترح على الله كيف يسيّر الأحداث، إننا عبيد مقهورون، جهال لا نعلم مرامي حكمة الله ولا الأمور الكلية والمفصلة للكون وللحياة والأحياء.
نحن ندبر لأنفسنا، والله تعالى يدبر لنا وللبشرية كلها وللأجيال القادمة، وللكون والأحياء والحياة كلها، ولإحقاق الحق ذاته على مدار التاريخ وفي فطرة الكون، إن الأمور لا تسير حسب ما نقرر أو نريد أو نرسم، بل نحن في مقام العبيد لا نتعداه نتعبد في كل حال بحسب ما يقتضي ذلك الحال.
نحن مقصرون ومذنبون بما ينبغي أن نستحيي من الله تعالى، ونحن مؤمنون متطلعون لله تعالى، وربنا رب رحيم حميد، يدبر لحكمة ويحب لنا الخير، وهو أرأف وأرحم بنا من أمهاتنا، بل هو الذي خلق لنا الأمهات وخلق الآباء وعطفهم علينا بما خلق، ثم أوصاهم علينا بما شرع؛ فقال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء من الآية:11]، فالرحمة أصلاً وفرعًا لله تعالى.
علينا أن نقف حيث أمر ونصبر حيث أمر، ونتطلع دائمًا نحوه، نرجو منه التثبيت وإفراغ الصبر ورفع البلاء، وإنزال النصر وتقبل العمل، والوفاة على أعظم النعم وهي الإسلام وتوطئة منزل من الجنة، وتمهيد الدرجات العلا وبلوغها بفضله لا بأعمالنا.. {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [يونس:109]، وليكونن الخير إن شاء الله {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل من الآية:1]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص من الآية:88].
- التصنيف: