إحياء - (328) سُنَّة الاسم الحَسَن

منذ 2015-05-19

يترك اسمُ الإنسان انطباعًا عند السامعين؛ لذا فالاسم الحسن يضمن مواقف طيبة لصاحبه، والعكس كذلك صحيح؛ فالاسم القبيح يُؤَدِّي إلى مشكلات كبيرة..

يترك اسمُ الإنسان انطباعًا عند السامعين؛ لذا فالاسم الحسن يضمن مواقف طيبة لصاحبه، والعكس كذلك صحيح؛ فالاسم القبيح يُؤَدِّي إلى مشكلات كبيرة، وإلى مواقف سلبية، ومن هنا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُطْلِق الأسماء الحسنة على المواليد؛ وقد روى مسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللهِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ».

ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتردَّد في تغيير الاسم الذي يراه غير مناسب؛ وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُغَيِّرُ الِاسْمَ القَبِيحَ».

ومن ذلك ما رواه الحاكم -وقال الذهبي: صحيح- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: "لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها الْحَسَنَ رضي الله عنه جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: «بَلْ هُوَ حَسَنٌ». فَلَمَّا وَلَدَتِ الْحُسَيْنَ رضي الله عنه جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. فَقَالَ: «بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ». ثُمَّ لَمَّا وَلَدَتِ الثَّالِثَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟» قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: «بَلْ هُوَ مُحْسِنٌ». ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا سَمَّيْتُهُمْ بِاسْمِ وَلَدِ هَارُونَ شَبَرٌ وَشُبَيْرٌ وَمُشْبِرٌ»".

بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغَيِّر أسماء الكبار الذين تَسَمَّوا بأسماء قبيحة! فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ -المـُسَيِّبِ بنِ حَزْنٍ رضي الله عنه-: أَنَّ أَبَاهُ -حَزْنًا رضي الله عنه- جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: حَزْنٌ. قَالَ: «أَنْتَ سَهْلٌ». قَالَ: لاَ أُغَيِّرُ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: "فَمَا زَالَتِ الحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ".

وروى أبو داود -وقال الألباني: حسن- عَنْ بَشِيرٍ رضي الله عنه، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ، فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ: زَحْمٌ. قَالَ: «بَلْ، أَنْتَ بَشِيرٌ».

ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 5
  • 0
  • 6,279
المقال السابق
(327) سُنَّة صيام أكثر شعبان
المقال التالي
(329) سُنَّة الدعاء الجامع

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً