صناعة الموت

منذ 2001-04-19
العالم اليوم كله يحتشد في مواجهة المسلمين، و يستعلن بحربهم، و إذا كان الذين يقولون هذا بالأمس يُزُّنون بأنهم يعيشون " عقدة المؤامرة " فقد أصبح هذا الموضوع اليوم مادة دسمة للعديد من المقالات الصحفية فضلا عن الدراسات و الكتب .

و ليس أدل على ذلك من التطهير العرقي كما يسمونه في "البوسنة" أو التهييج الإعلامي ضد المسلمين في جمهوريات آسيا الوسطى، أو التحالف اليهودي العلماني ضد المسلمين في فلسطين، أو الحرب المكشوفة من فرنسا ضد ما يسمى بالأصولية المغاربية .. إلى عشرات الأدلة، و هي بالنسبة لنا لم تأت بجديد سوى أنها التأويل العملي لآيات القرآن الكريم :
{{ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء }}

{{ و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا }}

{{ إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم و لن تفلحوا إذا أبدا }}

{{ ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم }}

إن هذا الحصار المبرم على المسلمين من بين سائر الطوائف و الأجناس أمر مثير حقا، فالأصراب المتوحشون الذين هجروا وأبادوا شعبا بأكمله و الحكم على زعمائهم بأنهم مجرموا حرب ثم يستقبلون بالأحضان في مؤتمرات السلام، و تعقد لهم الجلسات الخاصة مع الوسطاء الدوليين حيث تبادل النكات و الضحكات على المسلمين، و الرهان على زجاجات الويسكي (!) على مدى ما منحت الحلول السلمية للمسلمين !

و الهندوس الذين يقتلون المسلمين علانية و يغتصبون المسلمات و يستخدمون سياسة الأرض المحروقة في كشمير لا يتحدث عنهم الإعلام العالمي على أنهم إرهابيون أو متطرفون .

أما حفنة قليلة من الشباب المسلم الأعزل فسرعان ما تلصق بهم التهم و تنسب إليهم شتى الجرائم و يقدمون للأطفال على أنهم رمز الخوف و البشاعة عبر قنوات التلفزة !

و اليهود الذين يقتلون الأبرياء و يطلقون النار على الصبية في أرض فلسطين و يعتقلون الآلاف و يبعدون المئات عن ديارهم يعتبرهم الإعلام الغربي رمزا للديموقراطية واحترام حقوق الإنسان !

و أمريكا تحكم الخناق على الدول الإسلامية واحدة بعد الأخرى، لا لشيء إلا لأن شعوبها مسلمة، و المستقبل للشعوب !

فبعد العراق تأتي ليبيا فالسودان فباكستان .. و البقية تأتي .

لا أحد يجهل ماذا صنع العراق " الدولة "، لكن من يجهل أيضا ماذا صنع اليهود ؟ و من يجهل ماذا صنع الصرب ؟ من يجهل ماذا صنع الهندوس ؟ بل و من يجهل ماذا تصنع القوات الدولية - و الأمريكية منها على وجه الخصوص - بأرض الصومال المسلمة، بحجة " إعادة الأمل " ؟

إن هذه الأحوال ستحول الشعوب - ولو على المدى الطويل - إلى مراجل غيض تغلي على الكافر المستعمر المتبجح الذي لم يعد يخفي وجهه البشع، و لم تعد تفيد فيه الأقنعة الشفافة :
ثوب الرياء يشف عما تحته **** فإذا اتزرت به فإنك عاري

نعم السيل يهدر، و الريح تعصف، و البركان يثور، و الدهر دول :
دمع السجين هناك في أغلاله ******* و دم الشهيد هنا سيلتقيان
حتى إذا ما أفعمت بهما الربى ****** لم يبق غير تمرد الفيضان
ومن العواصف ما يكون هبوبها **** بعد الهدوء و راحة الربان
إن احتدام النار في جوف الثرى ****** أمر يثير حفيظة البركان
و تتابع القطرات ينزل بعده ********* سيل يليه تدفق الطوفان
فيموج يقتلع الطغاة مزمجرا **** أقوى من الجبروت و السلطان

إن هذه الحرب الكونية الشاملة ستحول الشعوب المسلمة إلى مقاتلين أشاوس، و ستقلب هذه الحملان الوديعة إلى أسود ضوار، و ستضطر المسلمين اضطرارا إلى الرجوع إلى دينهم والبحث عن جذورهم و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
المصدر: محاضرة صوتية مفرّغة كتابيا

سلمان بن فهد العودة

الأستاذ بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم -سابقًا-

  • 8
  • 0
  • 63,479
  • ابو انس

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبتني المقالة جميلة جدا وفي محلها [[لم يعجبني:]] لايوجد شيء لم يعجبني
  • عبده

      منذ
    لم يعجبني: ليس هناك ما لم يعجبنى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً