We Want Change
منذ 2008-11-14
هذا ومن المتوقـع أن يشهد المستقبل مزيدا من الإنفراج النسبي المحدود في بعض القضايا المتعلقة بأمّـتنا، وأمّـا على المدى البعيد فليس أمامنا سوى مشهد عالم متعدد الأقـطا ، سوف يأذن ـ بإذن الله تعالى ـ بمزيد من الخطوات المباركة لنهضـة أمّتنا المجيـدة.
هاهي الأمّـة الأمريكيّة قد طلـبت
التغيير وحصلت عليه، بعد أن رأت بأم عينيها ما فعلته زمرة من
المتسلّطين الذين قادهم التعصب الأعمى، والغطـرسة، والجهل، والحماقة،
إلى تحويل كِّل شيء كان تحت أيديهم إلى حطام، فالإقتصاد الأمريكي
محطَّم بل العقيدة الليبرالية قـد أضحت بسببهم مصلوبة على بوابة
التاريـخ، وسمعة القيم الأمريكية ملطَّخة، والسياسة الخارجية فاشلة،
وأما قيادة أمريكا للعالم فقد تـم إعلان نعيها رسميَّـا.
لقد قادت عصبة اليمين المتصهين، وهم من حثالة المحافظين الجدد، قادت الأمة الأمريكية إلى الخزي والعار، وأضحت فترة رئاستهـم هـي أحلك الفترات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وإن كان لديهـم حسنة واحـدة فهي أنهّـم أثبـوا أنَّ الوسائل المادية التي تملكها الأمم مهما كانت متطورة، وقوية، فإنها تتحول إلى نقمـة إذا كانـت بيد أهل الظـلم، وعمى البصيـرة، ولاينفعهم حينئذ ذكاؤهم، ولا خبرة المستشارين، ولاحنكة الخبـراء.
ومن عجائب تصريف الله الأمـور، وضربه الأمثـلة للناس، أن هذه الزمرة المتغطرسـة أرادوا أن يستعبدوا العالــم، فسلَّط الله عليهم من يحتقرونه أشد الاحتقار بسبب لونه الذي يقرنونه بالرقِّ، ويربطونه بأصله الإفريقي، وجعلهم جميعا تحت أمره وسلطانـه!!
كما أنهم أرادوا سرقة العالم فإنهار اقتصادهم، وأرادوا إرهاب العالم فزاد خوفهم، وابتغوا هزيمة أمتنا فبعثوا فيها عزيمة النصر وروح النهضة.
غير أنَّه يبقى من الحقِّ علينا أن نعتـرف بحيوية هذه الأمة التي استطاعت أن تنتفض وتغير واقعها المرير، وتطلب التغيير، رافضـةً أن تبقى سائرة وراء من حاول تضليلها، كما تسير الخراف وراء جازرها.
وعلينا أن نتأمل كيف أنَّ هذا الرجل أوباما لم يمنعه أصله، ولا نسبه، ولا لونه، أن يصل إلى حيث يستطيع أن يقنع أمته بقدرته على التغيير، ثم لم تؤثِّـر جيناته على قناعـة الأمريكين به، فانتخبـوه، وقد علموا أنَّ من أعظـم ضروريات النهضة، ولوازم التغير الناجـح التخلص من شوائب العنصرية، ورواسـب الطبقية البغيضة.
كما في ثقافتنا الراقية التي أنارت العالم: «وإن استعمل عليكم عبد حبشي» [رواه البخاري].
ويبقى من الواجب على أمتنا أن تستفيد من هذا المثال، وتطلب هي أيضا التغيير، لتتخلَّص من كلِّ نظام يقودها بالجهل والاستبداد، فيسرق البلاد، ويستعبد العباد، ويسوقها إلى الدمار، وينزل بها العار والشنار.
والعجب والله كل العجـب أن تشهد الشعوب عندنا، كلَّ هذه الأمثلة الحيـَّة حولها، وتشهد كيف تثور شعوب العالم على إنحراف السلطة، وتسعى نحو التغيير للأفضـل حتى تحصل عليه، بينمـا شعوبـنا تبقـى واجمة، فاغرة فاها، عاجزة عن تغيير حالها التعيس!!
وقد ذكرنا سابقا مرارا أن وراء ذلك من الأٍسباب، فساد بنية النظام السياسي، والدور الخبيـث لعلماء السوء، وخيانة المثقفين، وجهل الشعـوب.
نقول هذا معترفين بإنجاز الأمة الأمريكية في صناعة هذا التغيير، مع يقيننا أننا ـ بالنسبة لأمتنا ـ لا ننتظر كثيراً منـه، سوى خلاص العالم من تلك العصبة المارقة التي تربعَّت على عرش البيت الأبيض، وملكت أعتى قوة عسكرية في التاريخ، فملأت الأرض جورا وظلما.
لقد انتهى بوش وعصابته، وذهـبت معهم قلوبهم المليئة بالكراهية، ونفوسهم المريضة بالعنصـرية، وبرامجهم التي كانت تفوح منها رائحة الكبر والغطرسة، ونسأل الله أن تذهـب معهم وسائلهم البوليسية، وسياستهم الخرقاء، ونشرهم الأحقاد في العالم.
ذهبوا ولم يستطيعوا ـ بحمد الله ـ أن يهزموا هذه الأمـة، ولا أن يحقِّقوا شيئا مما منـَّاهم به الشيطان، بل سقطوا سقوطا مريعا، لم يجنوا منه سوى الخراب، والهلاك.
وسوف ينشغل الإعلام الأمريكي فيما يأتي، ومعـه المراقبون والمحللون، بكشف المزيد من فضائح تلك العصابة التي لم تنشـر بعد، وسوف تظهر مخازيهم على الملأ، ولا يستبعد أن تلاحقهـم الدعاوى القضائية إلى أجـلٍ غير مسمى.
هذا ومن المتوقـع أن يشهد المستقبل مزيدا من الإنفراج النسبي المحدود في بعض القضايا المتعلقة بأمّـتنا، وأمّـا على المدى البعيد فليس أمامنا سوى مشهد عالم متعدد الأقـطا ، سوف يأذن ـ بإذن الله تعالى ـ بمزيد من الخطوات المباركة لنهضـة أمّتنا المجيـدة.
ولكننا مهما خطونا من تلك الخطوات، لن نصل إلى التغيير المنشود إلاَّ بنشر الوعي في أمتنا بحقوقها، وعلى رأسها الحقوق السياسة، وعلى رأسها حقها في تغيير النظام إذا عبث برسالة الامة، وقيم ثقافتها، ومكانة مقدساتها.
ثم منح أمِّتـنـا القدرة على استعمال تلك الحقوق، بإصرار النبلاء، وحكمة العقـلاء، حتى تستعيـد أمُّتنا مكانتها التي فقدتها بسبب فساد الأنظمة السياسية المتسلطة عليها.
والله نسأل أن يأتي اليوم الذي تقـر أعيننا بذلك، وهو سبحانه
لقد قادت عصبة اليمين المتصهين، وهم من حثالة المحافظين الجدد، قادت الأمة الأمريكية إلى الخزي والعار، وأضحت فترة رئاستهـم هـي أحلك الفترات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
وإن كان لديهـم حسنة واحـدة فهي أنهّـم أثبـوا أنَّ الوسائل المادية التي تملكها الأمم مهما كانت متطورة، وقوية، فإنها تتحول إلى نقمـة إذا كانـت بيد أهل الظـلم، وعمى البصيـرة، ولاينفعهم حينئذ ذكاؤهم، ولا خبرة المستشارين، ولاحنكة الخبـراء.
ومن عجائب تصريف الله الأمـور، وضربه الأمثـلة للناس، أن هذه الزمرة المتغطرسـة أرادوا أن يستعبدوا العالــم، فسلَّط الله عليهم من يحتقرونه أشد الاحتقار بسبب لونه الذي يقرنونه بالرقِّ، ويربطونه بأصله الإفريقي، وجعلهم جميعا تحت أمره وسلطانـه!!
كما أنهم أرادوا سرقة العالم فإنهار اقتصادهم، وأرادوا إرهاب العالم فزاد خوفهم، وابتغوا هزيمة أمتنا فبعثوا فيها عزيمة النصر وروح النهضة.
غير أنَّه يبقى من الحقِّ علينا أن نعتـرف بحيوية هذه الأمة التي استطاعت أن تنتفض وتغير واقعها المرير، وتطلب التغيير، رافضـةً أن تبقى سائرة وراء من حاول تضليلها، كما تسير الخراف وراء جازرها.
وعلينا أن نتأمل كيف أنَّ هذا الرجل أوباما لم يمنعه أصله، ولا نسبه، ولا لونه، أن يصل إلى حيث يستطيع أن يقنع أمته بقدرته على التغيير، ثم لم تؤثِّـر جيناته على قناعـة الأمريكين به، فانتخبـوه، وقد علموا أنَّ من أعظـم ضروريات النهضة، ولوازم التغير الناجـح التخلص من شوائب العنصرية، ورواسـب الطبقية البغيضة.
كما في ثقافتنا الراقية التي أنارت العالم: «وإن استعمل عليكم عبد حبشي» [رواه البخاري].
ويبقى من الواجب على أمتنا أن تستفيد من هذا المثال، وتطلب هي أيضا التغيير، لتتخلَّص من كلِّ نظام يقودها بالجهل والاستبداد، فيسرق البلاد، ويستعبد العباد، ويسوقها إلى الدمار، وينزل بها العار والشنار.
والعجب والله كل العجـب أن تشهد الشعوب عندنا، كلَّ هذه الأمثلة الحيـَّة حولها، وتشهد كيف تثور شعوب العالم على إنحراف السلطة، وتسعى نحو التغيير للأفضـل حتى تحصل عليه، بينمـا شعوبـنا تبقـى واجمة، فاغرة فاها، عاجزة عن تغيير حالها التعيس!!
وقد ذكرنا سابقا مرارا أن وراء ذلك من الأٍسباب، فساد بنية النظام السياسي، والدور الخبيـث لعلماء السوء، وخيانة المثقفين، وجهل الشعـوب.
نقول هذا معترفين بإنجاز الأمة الأمريكية في صناعة هذا التغيير، مع يقيننا أننا ـ بالنسبة لأمتنا ـ لا ننتظر كثيراً منـه، سوى خلاص العالم من تلك العصبة المارقة التي تربعَّت على عرش البيت الأبيض، وملكت أعتى قوة عسكرية في التاريخ، فملأت الأرض جورا وظلما.
لقد انتهى بوش وعصابته، وذهـبت معهم قلوبهم المليئة بالكراهية، ونفوسهم المريضة بالعنصـرية، وبرامجهم التي كانت تفوح منها رائحة الكبر والغطرسة، ونسأل الله أن تذهـب معهم وسائلهم البوليسية، وسياستهم الخرقاء، ونشرهم الأحقاد في العالم.
ذهبوا ولم يستطيعوا ـ بحمد الله ـ أن يهزموا هذه الأمـة، ولا أن يحقِّقوا شيئا مما منـَّاهم به الشيطان، بل سقطوا سقوطا مريعا، لم يجنوا منه سوى الخراب، والهلاك.
وسوف ينشغل الإعلام الأمريكي فيما يأتي، ومعـه المراقبون والمحللون، بكشف المزيد من فضائح تلك العصابة التي لم تنشـر بعد، وسوف تظهر مخازيهم على الملأ، ولا يستبعد أن تلاحقهـم الدعاوى القضائية إلى أجـلٍ غير مسمى.
هذا ومن المتوقـع أن يشهد المستقبل مزيدا من الإنفراج النسبي المحدود في بعض القضايا المتعلقة بأمّـتنا، وأمّـا على المدى البعيد فليس أمامنا سوى مشهد عالم متعدد الأقـطا ، سوف يأذن ـ بإذن الله تعالى ـ بمزيد من الخطوات المباركة لنهضـة أمّتنا المجيـدة.
ولكننا مهما خطونا من تلك الخطوات، لن نصل إلى التغيير المنشود إلاَّ بنشر الوعي في أمتنا بحقوقها، وعلى رأسها الحقوق السياسة، وعلى رأسها حقها في تغيير النظام إذا عبث برسالة الامة، وقيم ثقافتها، ومكانة مقدساتها.
ثم منح أمِّتـنـا القدرة على استعمال تلك الحقوق، بإصرار النبلاء، وحكمة العقـلاء، حتى تستعيـد أمُّتنا مكانتها التي فقدتها بسبب فساد الأنظمة السياسية المتسلطة عليها.
والله نسأل أن يأتي اليوم الذي تقـر أعيننا بذلك، وهو سبحانه
المصدر: موقع الشيخ حامد العلي
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف:
وربنا المستعان
منذوربنا المستعان
منذمحمد
منذعمر
منذ