الفرح بعمل المسلمين بالطاعة
إذا رأى العبد عصاة بعيدين عن ربهم دعاهم وتألفهم فإن عادوا إلى الله وتابوا فرح لذلك وأظهر فرحًا بهذا، وإن رأى أخيارًا صالحين منفقين مسارعين في البذل والعطاء دعا لهم وكثر سوادهم، وشد من أزرهم وتعاون معهم على مرضاة الله.
عن جرير البجلي قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: «{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخر الآية، {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]، والآية التي في الحشر: {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر من الآية:18]، »".
قال: "فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (قال النووي رحمه الله في شرح مسلم).
وأما سبب سروره صلى الله عليه وسلم ففرح بمبادرة المسلمين إلى طاعة الله تعالى، وبذل أموالهم لله وامتثال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدفع حاجة هؤلاء المحتاجين وشفقة المسلمين بعضهم على بعض، وتعاونهم على البر والتقوى، وينبغي للإنسان إذا رأى شيئًا من هذا القبيل أن يفرح ويظهر سروره ويكون فرحه لما ذكرناه.
قلت:
وإذا رأى العبد عصاة بعيدين عن ربهم دعاهم وتألفهم فإن عادوا إلى الله وتابوا فرح لذلك وأظهر فرحًا بهذا، وإن رأى أخيارًا صالحين منفقين مسارعين في البذل والعطاء دعا لهم وكثر سوادهم، وشد من أزرهم وتعاون معهم على مرضاة الله، وإن شاهد ما يسره من أحوال المسلمين لطاعة ربهم تهلل وجه بالبشر والسعادة، إذ المؤمن يفرح لفرح إخوانه.
- التصنيف: