كن مع الله ورسوله
أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
والعبد إذا كان مع الله مُأتمرًا بأمره مُجتنبًا نهيه كان في حمايته ورعايته حتى ولو خالف الناس كلهم، وهذا لا يكون إلا إذا كانت رغبة الإنسان قوية في مراضي ربه، لأن النفوس يشق عليها امتثال الأمر، والشيطان وجنده يزينان للعبد طرق الغواية، ولكن العبد متى ما صبر وجاهد أتاه من ربه المدد والغوث والعون..
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
قال ابن القيم:
"إذا كان الله ورسوله في جانب فاحذر أن تكون في الجانب الآخر، وكن في الجانب الذي فيه الله ورسوله ولو كان الناس جميعًا في الجانب الآخر فعاقبة ذلك خير عقبى، ولن يتم ذلك إلا برغبة قوية في الله والدار والآخرة، بحيث تكون الآخرة أحب إليه من الدنيا والله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وليس شيء أشق وأصعب على الإنسان من ذلك في بادىء الأمر؛ لأن الشيطان وأعوانه يدعوانك للجانب الأخر، فإن خالفتهم تصدوا لحربك والائتمار بك فإن صبرت وجاهدت جاءك العون من الله، فصار المحارب لك ما بين هائب ومسالم ومساعد وتارك، فيقوى جندك ويضعف كيد الشيطان.
ولا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله ولو كنت وحدك، فإن الله معك وأنت بعينه وكلائته وحفظه لك، وإنما امتحن يقينك وصبرك فتجرد من الطمع والفزع لتوحيد الله والتوكل عليه والثقة به، والعلم يقينًا أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يذهب بالسيئات إلا هو لله، وأن الأمر كله لله ليس لأحد مع الله شيء" (الفوائد بتصرف).
قلت:
والعبد إذا كان مع الله مُأتمرًا بأمره مُجتنبًا نهيه كان في حمايته ورعايته حتى ولو خالف الناس كلهم، وهذا لا يكون إلا إذا كانت رغبة الإنسان قوية في مراضي ربه، لأن النفوس يشق عليها امتثال الأمر، والشيطان وجنده يزينان للعبد طرق الغواية، ولكن العبد متى ما صبر وجاهد أتاه من ربه المدد والغوث والعون، فيجعل الله من كان محاربًا له من الناس هائبًا له ولا تستصعب هذا بادئ الأمر، فأنت الجماعة ولو كنت وحدك.