مع القرآن - أحمق الناس
كيف يكفر أو ينافق من يعلم أنه كان في حيز العدم فأحياه الله ثم سيميته، ثم يحيه في دار أخرى؟ رأى كل هذا بأم عينيه، فكل يوم يولد مولود جديد، وكل يوم يموت ميت جديد..
الحقيقة التي لا شك فيها أن أحمق الخلق هو الكافر أو المنافق..
هذا الغبي الذي يتاجر في دنياه مع من لا يملكها ولا يملك له نفعًا ولاضرًا، ويعادي من يمتلكها ويمتلك النفع والضر المطلق، ونهايته المحتومة خسارة الدارين، فبعد الإمهال والعطاء يأتي الأخذ والحساب، وعدم الإفلات في الدنيا ثم العذاب الأليم والخسارة الكبيرة في الآخرة.
فيا لحزنهم وحسراتهم يوم القيامة! ويا لفرح المؤمن بإيمانه!
والسؤال: كيف يكفر أو ينافق من يعلم أنه كان في حيز العدم فأحياه الله ثم سيميته، ثم يحيه في دار أخرى.
رأى كل هذا بأم عينيه، فكل يوم يولد مولود جديد، وكل يوم يموت ميت جديد..
قال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة:28].
قال العلامة السعدي في تفسيره:
"هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار، أي: كيف يحصل منكم الكفر بالله الذي خلقكم من العدم، وأنعم عليكم بأصناف النعم، ثم يميتكم عند استكمال آجالكم، ويجازيكم في القبور، ثم يحييكم بعد البعث والنشور، ثم إليه ترجعون، فيجازيكم الجزاء الأوفى، فإذا كنتم في تصرفه، وتدبيره وبره، وتحت أوامره الدينية، ومن بعد ذلك تحت دينه الجزائي، أفيليق بكم أن تكفروا به، وهل هذا إلا جهل عظيم وسفه وحماقة؟ بل الذي يليق بكم أن تؤمنوا به وتتقوه وتشكروه وتخافوا عذابه، وترجوا ثوابه".
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: