خواطر :محمد عطية - أمنيات

منذ 2015-05-24

إن أكمل ما يحياه المؤمن: ذاك النداء المتردد في أعماقه: {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.

وإنك ما لم توطن نفسك على أن ليست الدنيا محل استنفاذ رغباتك، وتحقيق أمنياتك واستقصاء مرادك، افتقدت ألذ ما فيها في شوقك للجنة..

ومتى لم تكبّل تطلعك لما تراه أكمل بحكمة ربك الذي يعلم منك ما لا تعلمه من نفسك، وبتعبدك له بالرضا بما رزق، وشكره عليه، عشت محسورًا، لا تعرف للسعادة معنى.

إن أكمل ما يحياه المؤمن: ذاك النداء المتردد في أعماقه: {وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الشورى من الآية:36].
يكفيك من جناح البعوضة ما تأمن به لسعتها!

ولو شاء الله لحقق لك مرادك في طرفة عين.
هو لا تخفى عليه دموع رجائك، ولا زفرات همك.
هو لا يعجزه إصلاح حالك، وهو -لو تدري- أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك.

لكن وعزته لا ألذ في هذه الدنيا من لزوم بابه سائلاً من شكره على ما أعطى بالمنح، وعلى ما أعطى بالمنع.
من تقليب نظرك في السماء، وتمريغ جبهتك في السجود ما دام فيك عرق ينبض: "يـا رب".
وانظر لمن شُغل بنعمه عنه، يود يوم القيامة لو كان سلبها كلها وبقي له حال ملازمة الباب فقط..
أيها السائلون بحب: أنتم الأغنياء حقًا! 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

محمد عطية

كاتب مصري

  • 5
  • 0
  • 2,655
المقال السابق
هو الغني
المقال التالي
زُفت الحوراء

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً