إحياء - (331) سُنَّة صيام داود
كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمدح إخوانه من الأنبياء، فيذكر مجال التفوُّق عند كل واحد منهم؛ ومن ذلك وصفه لداود عليه السلام..
كان من عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمدح إخوانه من الأنبياء، فيذكر مجال التفوُّق عند كل واحد منهم؛ ومن ذلك وصفه صلى الله عليه وسلم لداود عليه السلام -كما روى مسلم عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «». وكان لهذه العبادة سمات وخصائص، ومنها طريقته في الصيام، وهو صيام نصف الدهر..
فكان يصوم يومًا ويُفطِر يومًا؛ فقد روى البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَه: «». فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «».
وأكَّد الرسول صلى الله عليه وسلم على أفضلية هذه الطريقة في الصيام فذكر أنها أحبُّ طرق الصيام إلى الله، فقد روى البخاري عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «».
ولا شك أن هذا الصيام بهذه الطريقة صعبٌ ومُرْهِق؛ لذا فلا مانع من القيام به فترة محدودة في السَّنَة، كأن نفعله شهرًا أو أسبوعًا، ولعلَّ من أفضل الأوقات التي نُطَبِّق فيها هذه السُّنَّة شهر شعبان، حيث وَرَدَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم فيه كثيرًا؛ فقد روى البخاري عَنْ عائشة رضي الله عنها، وهي تصف صيامه صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: «».
فليكن لنا نصيب من هذه السُّنَّة المهجورة، ولنتذكَّر أنها أحبُّ طرق الصيام إلى الله عز وجل.
ولا تنسوا شعارنا قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].
- التصنيف:
- المصدر: