على قارعة العدم

منذ 2015-06-23

هل تبرَّأت يوماً من قوتك و حيلتك ! و تركت جسدك مُلقَى على قارعة العدم! و خرجت من دائرة الحياة الظاهرة إلى أعماق ذاتك الباطنة! و تَجردت من حواسك البيّنة لتُعمل حواسك الخفية!

هل تبرَّأت يوماً من قوتك و حيلتك ! و تركت جسدك مُلقَى على قارعة العدم !
و خرجت من دائرة الحياة الظاهرة إلى أعماق ذاتك الباطنة ! و تَجردت من حواسك البيّنة لتُعمل حواسك الخفية !
...
حينها تجد نَفسك ( نكرة ) لا يعلمك إلا من سوَّاك ! يلزمك صلة إلـٰهية حتى تتمكن من التعرف عليك !
بل و أن تستمد قوة تُحرك بها ذاتك في مسار التعبد والتسبيح !
تأمل .. !
لا شيء يسبَح في الكون عبثاً .. الكُل له شأن و مسار وتسبيح !
فالسماء و النجوم، والرياح و السحاب، و الشمس و القمر، والطير و الجبال، و الأرض و الدواب و الكثير لا يُدركهم إلا من رَفعهم و سواهم و صرّفهم و سخّرهم و سيّرهم و خلقهم ..
فلا يقتصر طرفك على المعاينة ! بل تدّبر فيما وراءها !
..
هل أمسكت بحبال الذل و الخضوع و الرجاء خشية السقوط في هاوية البعد و الضلال و الهلاك !
هل أيقنت ذاتك أنه لا ملجأ و لا منجا منه إلا إليه !؟
..
ما بك !
هل استيقنت روحك عظمته فوجلت ! و أحاطت بك رحمته فسكنت !
و هل أعرج قلبك بك إلى سماء الحب السابعة !
..
الآن !
الآن تعود إلى الدائرة ليسوق قلبك المعلق به جَسدك إلى مساره الحقيقي !
فهَـل تخشى الانحراف و السقوط !
إذاً اذكره ذكراً كثيراً، و الزم العلم الذي يُنير لك ظلمات الطرقات إليه ! فما هذه الرحلة إلا بداية ! بل هي عين الابتلاء فأنت ما زلت واقفاً !
فعساك تصل !

( نسأل الله محبته و قربه لا سواه ) !

 

 

بقلم: هاجر خالد عبدالعزيز 

  • 0
  • 0
  • 1,154

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً