زلزال باكستان 2008 وتكالب تنصيري
ملفات متنوعة
وكانت تلك الكارثة بمثابة إشارة البدء للمنظمات التنصيرية بالاستعانة
مع نصارى في الداخل للعمل في صفوف المنكوبين....
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
هزتان أرضيتان ضربتا إقليم بلوشستان الواقع
جنوب غربي باكستان قبيل فجر يوم التاسع والعشرين من شهر أكتوبر 2008
وبلغت قوة الزلزال 6.4 درجات على مقياس ريختر.
وكانت منطقة "زيارات" الأشد تضررا؛ حيث سويت ثمان قرى فيها بالأرض؛ لأن معظم بيوتها مصنوعة من الطين. وتفاقمت المشكلة سوءا مع حلول فصل الشتاء؛ حيث يبيت الآلاف بلا مأوى في درجة حرارة تنخفض إلى ما دون الصفر.
وطبقا لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، فإن 70 ألف شخص أصبحوا بلا مأوى من بينهم 30 ألف طفل، كما أن الكثيرين لم تصلهم أية مساعدات بعد.
حصيلة القتلى وصلت إلى 300 شخص، لكن الناجين يحلق حولهم خطر المرض.
الخوف من حدوث توابع للزلزال أدى إلى عرقلة وصول المساعدات، وبحسب الجنود الباكستانيين الذين ينقلون المساعدات فإن 5% فقط من المتضررين حصلوا على المساعدات في حين لا يزال 95% منهم بلا مساعدة.
وكانت تلك الكارثة بمثابة إشارة البدء للمنظمات التنصيرية بالاستعانة مع نصارى في الداخل للعمل في صفوف المنكوبين.
منظمة عمل الكنائس مجتمعة (ACT) وهو تحالف عالمي ينسق بين الكنائس وإرسالياتها التنصيرية في العالم تحت ستار الإغاثة- كشف في تقاريره الأخيرة حول زلزال باكستان عن وجود نشاط لعدد من الإرساليات في المناطق المتضررة خاصة تلك التي لا تصل إليها المساعدات الحكومية.
ووفقاً لموقع التحالف على شبكة الإنترنت فإن هيئة الخدمات الكنسية العالمية (CWS) تمارس نشاطاتها بالاستعانة مع شركاء محليين وهم منظمة تقوية المشاركة (SPO) وهي إحدى منظمات العمل المدني.
وقد أجرت CWS تقييما لوضع تسع قرى متضررة في منطقة "زيارات" لتركيز نشاطاتها عليها حيث تغيب المساعدات الحكومية ما يعني أن المنصرين سيكونون الأمل الأخير للمنكوبين في هذه المناطق. وهدف هيئة الخدمات الكنسية العالمية في منطقة زيارات يشمل 230 عائلة تضم 2851 شخصا.
وقد نشطت المنظمات التابعة لتحالف (عمل الكنائس مجتمعة) في المناطق المتضررة منذ اليوم الأول وتصل إمداداتهم بشكل مستمر؛ ففي الثالث من شهر نوفمبر الجاري أمدت CWS المناطق المنكوبة بتسع شاحنات محملة بالأغذية والخيام والمنظفات والوقود والمياه الصالحة للشرب.
منظمة أخرى هي المساعدة الكنسية النرويجية (NCA) تعمل في بلوشستان مستعينة هي الأخرى بشركاء باكستانيين محليين وهم مؤسسة ترقي "Taraqee Foundation" وهي منظمة غير حكومية تقدم خدماتها في 13 منطقة بمحافظة "بلوشستان".
وقد أجرت NCA مسحا للقرى الأكثر تضررا وتقع جميعها في منطقة "زيارات" المنكوبة، وهي: ( وام- سوري- سراه خازاي- شاري- لاوار كيش كيش- تالاري- تورا زاورا- ورشوم كاواس).
وطبقا لحصر المنظمة التنصيرية النرويجية فإن 700 عائلة تضم 4900 شخصا في هذه القرى يحتاجون بشدة إلى المساعدة وسوف تقدم دعمها لهم.
والشيء الأهم على الإطلاق أنه بعد أن تتحول الأضواء عن باكستان ونكبتها، وتنحسر الأخبار المتعلقة بهذا الشأن في الإعلام العالمي بل والباكستاني - وتصبح الكارثة والمتضررين منها شأنا قديما لا يلتفت إليه- فإن المنصرين ينشطون جدا في هذه المرحلة.
إن مرحلة "إعادة الإعمار" وتأهيل السكان لمواصلة حياتهم هي الأهم لدى المنصرين، لذلك فإن زلزال باكستان في أكتوبر 2008 كان التعاطي معه أسهل عليهم كثيرا؛ لأنهم لم يرحلوا منذ زلزال أكتوبر 2005، فقد كان ذلك الأخير بداية لنشاط عدد من المنظمات الإغاثية التنصيرية في باكستان.. والتي بطبيعة الحال لم ترحل بل ظلت هناك تحت شعار "إعادة البناء والإعمار" وعندما ضربت البلاد بزلزال آخر كانوا هناك أكثر خبرة وتواجدا.
في هذا السياق تبرز لجنة الإغاثة العالمية المسيحية المصلحة Christian Reformed World Relief Committee المعروفة اختصارا بـ CRWRC، وهي غير تابعة لتحالف (عمل الكنائس مجتمعة).
ولم يكن لهذه المنظمة نشاط في باكستان قبل زلزال أكتوبر 2005 فقد كان هذا التاريخ إيذانا لبدء عملها في البلاد، لكنها اليوم تعمل بنشاط وخبرة في البلاد؛ لأنها ظلت تعمل منذ ذلك الحين بدعوى المساهمة في إعادة البناء والتأهيل في المناطق المنكوبة.
وبحسب شبكة "ميشن نيتوورك" فإن CRWRC تعتمد على شركائها الباكستانيين في الداخل اعتمادا كبيرا وذلك في تقييم الوضع في المناطق الباكستانية وتحديد المناطق التي تحتاج إلى الدعم بشكل أكبر، والأهم من ذلك هو تصريح أحد موظفي اللجنة "كين ليتل" بأن الوجود الأجنبي داخل باكستان لنشر الدعوة الإنجيلية أمرا خطيرا خاصة في هذه المناطق، لذلك فإنهم يرسلون المال والإمدادات إلى شركاء نصارى في الداخل يتمكنون من نشر التعاليم النصرانية.
من جانبها أعلنت منظمة USPG التي تدعم الكنائس الإنجيلية المحلية - أنها اتصلت على الفور بكنيستها في باكستان لإمدادها بالمعونات، ما من شأنه "إظهار المسيح في حداد مع المنكوبين" على حد تعبيرهم.
كما تشارك مؤسسة كاريتاس الدولية في عمليات الإغاثة التنصيرية في "بلوشستان" وقد أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة في أستراليا "جاك دي جروت" أن سجل المنظمة في باكستان ممتاز، وموظفيها لديهم تدريب عال في مواجهة الكوارث وبخاصة الزلازل، كما أكد على أن المنظمة سيكون لها دور طويل مع أهالي "زيارات" من أجل إعادة التأهيل.
موقع أخبار رابطة الكاثوليك الآسيان Union of Catholic Asian News)) على شبكة الإنترنت قال إن الكنيسة الكاثوليكية بدأت بتوزيع المساعدات الإغاثية في المناطق البعيدة ببلوشستان، وذلك بالتنسيق مع الوكالة المحلية الكاثوليكية للخدمة الاجتماعية.
(تحالف كل أقليات باكستان) APMA جهزت فرق إغاثة وإسعافات وتشدقت بدورها الإغاثي في المناطق المتضررة، لكن أخبار رابطة الكاثوليك الآسيان كشفت عن أن جهد التحالف كان منصبا على العائلات المسيحية على الرغم من نسبتها الضئيلة في محافظة بلوشستان.
ومن الملاحظ أن المنظمات التنصيرية تضع الأموال والإغاثات بين يدي مسيحيين في الداخل الباكستاني وهو نهج شائع في العمل التنصيري لكن عواقبه غالبا ما تكون وخيمة ليس على مستوى إثارة مشاعر الناس ما يؤدي إلى وقوع فتن وحوادث كثيرة فحسب- وإنما أيضا في سوء إدارة المحنة فإن المنظمات التنصيرية العالمية قد تضع الإمدادات تحت تصرف شباب نصراني صغير السن أو قليل الخبرة وهو ما يؤكد على أن مهمتهم تنصيرية بغض النظر عن حاجة المنكوبين.. الشيء الذي تكون نتائجه سيئة وخاصة على المستوى الصحي.
----------------------------
وكانت منطقة "زيارات" الأشد تضررا؛ حيث سويت ثمان قرى فيها بالأرض؛ لأن معظم بيوتها مصنوعة من الطين. وتفاقمت المشكلة سوءا مع حلول فصل الشتاء؛ حيث يبيت الآلاف بلا مأوى في درجة حرارة تنخفض إلى ما دون الصفر.
وطبقا لصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، فإن 70 ألف شخص أصبحوا بلا مأوى من بينهم 30 ألف طفل، كما أن الكثيرين لم تصلهم أية مساعدات بعد.
حصيلة القتلى وصلت إلى 300 شخص، لكن الناجين يحلق حولهم خطر المرض.
الخوف من حدوث توابع للزلزال أدى إلى عرقلة وصول المساعدات، وبحسب الجنود الباكستانيين الذين ينقلون المساعدات فإن 5% فقط من المتضررين حصلوا على المساعدات في حين لا يزال 95% منهم بلا مساعدة.
وكانت تلك الكارثة بمثابة إشارة البدء للمنظمات التنصيرية بالاستعانة مع نصارى في الداخل للعمل في صفوف المنكوبين.
منظمة عمل الكنائس مجتمعة (ACT) وهو تحالف عالمي ينسق بين الكنائس وإرسالياتها التنصيرية في العالم تحت ستار الإغاثة- كشف في تقاريره الأخيرة حول زلزال باكستان عن وجود نشاط لعدد من الإرساليات في المناطق المتضررة خاصة تلك التي لا تصل إليها المساعدات الحكومية.
ووفقاً لموقع التحالف على شبكة الإنترنت فإن هيئة الخدمات الكنسية العالمية (CWS) تمارس نشاطاتها بالاستعانة مع شركاء محليين وهم منظمة تقوية المشاركة (SPO) وهي إحدى منظمات العمل المدني.
وقد أجرت CWS تقييما لوضع تسع قرى متضررة في منطقة "زيارات" لتركيز نشاطاتها عليها حيث تغيب المساعدات الحكومية ما يعني أن المنصرين سيكونون الأمل الأخير للمنكوبين في هذه المناطق. وهدف هيئة الخدمات الكنسية العالمية في منطقة زيارات يشمل 230 عائلة تضم 2851 شخصا.
وقد نشطت المنظمات التابعة لتحالف (عمل الكنائس مجتمعة) في المناطق المتضررة منذ اليوم الأول وتصل إمداداتهم بشكل مستمر؛ ففي الثالث من شهر نوفمبر الجاري أمدت CWS المناطق المنكوبة بتسع شاحنات محملة بالأغذية والخيام والمنظفات والوقود والمياه الصالحة للشرب.
منظمة أخرى هي المساعدة الكنسية النرويجية (NCA) تعمل في بلوشستان مستعينة هي الأخرى بشركاء باكستانيين محليين وهم مؤسسة ترقي "Taraqee Foundation" وهي منظمة غير حكومية تقدم خدماتها في 13 منطقة بمحافظة "بلوشستان".
وقد أجرت NCA مسحا للقرى الأكثر تضررا وتقع جميعها في منطقة "زيارات" المنكوبة، وهي: ( وام- سوري- سراه خازاي- شاري- لاوار كيش كيش- تالاري- تورا زاورا- ورشوم كاواس).
وطبقا لحصر المنظمة التنصيرية النرويجية فإن 700 عائلة تضم 4900 شخصا في هذه القرى يحتاجون بشدة إلى المساعدة وسوف تقدم دعمها لهم.
والشيء الأهم على الإطلاق أنه بعد أن تتحول الأضواء عن باكستان ونكبتها، وتنحسر الأخبار المتعلقة بهذا الشأن في الإعلام العالمي بل والباكستاني - وتصبح الكارثة والمتضررين منها شأنا قديما لا يلتفت إليه- فإن المنصرين ينشطون جدا في هذه المرحلة.
إن مرحلة "إعادة الإعمار" وتأهيل السكان لمواصلة حياتهم هي الأهم لدى المنصرين، لذلك فإن زلزال باكستان في أكتوبر 2008 كان التعاطي معه أسهل عليهم كثيرا؛ لأنهم لم يرحلوا منذ زلزال أكتوبر 2005، فقد كان ذلك الأخير بداية لنشاط عدد من المنظمات الإغاثية التنصيرية في باكستان.. والتي بطبيعة الحال لم ترحل بل ظلت هناك تحت شعار "إعادة البناء والإعمار" وعندما ضربت البلاد بزلزال آخر كانوا هناك أكثر خبرة وتواجدا.
في هذا السياق تبرز لجنة الإغاثة العالمية المسيحية المصلحة Christian Reformed World Relief Committee المعروفة اختصارا بـ CRWRC، وهي غير تابعة لتحالف (عمل الكنائس مجتمعة).
ولم يكن لهذه المنظمة نشاط في باكستان قبل زلزال أكتوبر 2005 فقد كان هذا التاريخ إيذانا لبدء عملها في البلاد، لكنها اليوم تعمل بنشاط وخبرة في البلاد؛ لأنها ظلت تعمل منذ ذلك الحين بدعوى المساهمة في إعادة البناء والتأهيل في المناطق المنكوبة.
وبحسب شبكة "ميشن نيتوورك" فإن CRWRC تعتمد على شركائها الباكستانيين في الداخل اعتمادا كبيرا وذلك في تقييم الوضع في المناطق الباكستانية وتحديد المناطق التي تحتاج إلى الدعم بشكل أكبر، والأهم من ذلك هو تصريح أحد موظفي اللجنة "كين ليتل" بأن الوجود الأجنبي داخل باكستان لنشر الدعوة الإنجيلية أمرا خطيرا خاصة في هذه المناطق، لذلك فإنهم يرسلون المال والإمدادات إلى شركاء نصارى في الداخل يتمكنون من نشر التعاليم النصرانية.
من جانبها أعلنت منظمة USPG التي تدعم الكنائس الإنجيلية المحلية - أنها اتصلت على الفور بكنيستها في باكستان لإمدادها بالمعونات، ما من شأنه "إظهار المسيح في حداد مع المنكوبين" على حد تعبيرهم.
كما تشارك مؤسسة كاريتاس الدولية في عمليات الإغاثة التنصيرية في "بلوشستان" وقد أكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة في أستراليا "جاك دي جروت" أن سجل المنظمة في باكستان ممتاز، وموظفيها لديهم تدريب عال في مواجهة الكوارث وبخاصة الزلازل، كما أكد على أن المنظمة سيكون لها دور طويل مع أهالي "زيارات" من أجل إعادة التأهيل.
موقع أخبار رابطة الكاثوليك الآسيان Union of Catholic Asian News)) على شبكة الإنترنت قال إن الكنيسة الكاثوليكية بدأت بتوزيع المساعدات الإغاثية في المناطق البعيدة ببلوشستان، وذلك بالتنسيق مع الوكالة المحلية الكاثوليكية للخدمة الاجتماعية.
(تحالف كل أقليات باكستان) APMA جهزت فرق إغاثة وإسعافات وتشدقت بدورها الإغاثي في المناطق المتضررة، لكن أخبار رابطة الكاثوليك الآسيان كشفت عن أن جهد التحالف كان منصبا على العائلات المسيحية على الرغم من نسبتها الضئيلة في محافظة بلوشستان.
ومن الملاحظ أن المنظمات التنصيرية تضع الأموال والإغاثات بين يدي مسيحيين في الداخل الباكستاني وهو نهج شائع في العمل التنصيري لكن عواقبه غالبا ما تكون وخيمة ليس على مستوى إثارة مشاعر الناس ما يؤدي إلى وقوع فتن وحوادث كثيرة فحسب- وإنما أيضا في سوء إدارة المحنة فإن المنظمات التنصيرية العالمية قد تضع الإمدادات تحت تصرف شباب نصراني صغير السن أو قليل الخبرة وهو ما يؤكد على أن مهمتهم تنصيرية بغض النظر عن حاجة المنكوبين.. الشيء الذي تكون نتائجه سيئة وخاصة على المستوى الصحي.
----------------------------
المصدر: موقع رسالة الإسلام