(4) أهداف الجهاد وغاياتُه وحِكمه ومَقاصده
أبو فهر المسلم
لهذه الشعيرة العظيمة أهدافٌ سامية، وغاياتٌ نبيلة، ومقاصد حسَنة، وحِكَم لا تُحصى، وهي أكثر مِن أن تُحصَر، وأشهر من أن تُذكر، لكننا نتعرض لذِكر بعضها..
- التصنيفات: فقه الجهاد -
لهذه الشعيرة العظيمة أهدافٌ سامية، وغاياتٌ نبيلة، ومقاصد حسَنة، وحِكَم لا تُحصى، وهي أكثر مِن أن تُحصَر، وأشهر من أن تُذكر، لكننا نتعرض لذِكر بعضها:
* فمن ذلك: أن تكون كلمة الله هي العليا، ويكون الدين كلّه لله، وهذا هو المقصد الأسمى للجهاد، فكلمة الله لا تعلو؛ إلا بتبليغ دين الإسلام ورسالته إلى الناس كافة، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وتحكيم شرعه في الأرض، وإقامة شعائر دينه في أقطارها، وإعزاز دينه على كلّ دين، ولا يُعز دينُه ويكون كلّه له إلا بدفع شرّ كل كافر، وقهر كلّ مشرك، وإزالة كل طاغوت سعى إلى نشر الكفر والإلحاد، وإشاعة الظلم والإفساد.
كما أنه يجب توفّر الأمن للبلاد والعباد، وإطفاء نار الفتنة متى اشتعلَت، ووأدها في مهدها، والضرب على أيدي السفهاء والخبثاء، وردّ عدوان الطامعين، والأعداء الغاشمين الذين يستهدفون أمن المسلمين، ويُرهبون المؤمنين الموحدين، وكذلك يجب نُصرة المظلومين، واستنقاذهم من براثن الطُغاة والمُتجبرين، والأخذ على أيدي الظالمين، وهذا كلّه وأضعافه لا يتأتَّى إلا بالجهاد.
وقد أجملَها رِبعي بن عامر لرُستم لمَّا سألَه: "ما الذي جاء بكم إلينا؟!"، فأجابه: "إن الله ابتعثنا لنُخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" (البداية والنهاية).
* وهاكم بعض نصوص العلماء في ذلك:
- قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع:
"ما فُرض له الجهاد هو الدعوة إلى الإسلام، وإعلاء الدين الحقّ، ودفع شرّ الكفرة وقهرهم".
- وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير:
"قتال المشركين إلى غاية هي: ألا تكون فتنة، وأن يكون الدين لله، وهو الدخول في الإسلام، والخروج عن سائر الأديان المُخالفة له".
- وقال محمد بن الحسن رحمه الله، في السِّيَر الكبير: "فرضية القتال؛ المقصود منها: إعزاز الدين، وقهر المشركين".
- وقال الجصاص رحمه الله، في أحكام القرآن: "وليس بعد الإيمان بالله ورسوله؛ فرضٌ آكد ولا أولى بالإيجاب من الجهاد، وذلك أنه بالجهاد؛ يمكن إظهار الإسلام، وأداء الفرائض، وفي ترك الجهاد غلبة العدوّ، ودروس الدين، وذَهاب الإسلام".
- وقال القرطبيّ رحمه الله في تفسيره:
"فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته، وإظهار دينه، واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلَف النفوس، وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين".
فهذه قطرَاتٌ من قنوَات، وإشاراتٌ من فيوضات!
تُبين الحِكم السامية، والأهداف النبيلة، والمقاصد الحسَنة والضرورية لإقامة الجهاد، وإعلاء شعيرته بين العباد.
فاللهمَّ ارفع علَم الجهاد، وانصر المُجاهدين في بسيطة الأرض.