اتقوا الله في الجهاد وأهله

منذ 2015-06-04

قد تطرأ بعض الأخطاء في استعدادنا، ويحصل بعض الخلل في الجُند، أو التخطيط، أو إدارة المعركة، والوقوف على كامل الأدوات والآليات، فلنسلك السبيل الذي أُمرنا، ولنأخذ بالأسباب مُجتمعة (شرعية وعُرفية وعقلية)، ولنُبلي في سبيل ذلك بلاءً حسنًا، وما النصر إلا من عند الله.

أيها الكرام:
- ما انكشف المسلمون يوم أُحد، ولا أوشكوا على الهزيمة وبينهم رسولنا عليه السلام لمجرد وجود السلاح، وأنهم كانوا مُسلّحين. 

- وما ضُيّق عليهم يوم حُنين وما كادت تقترب منهم الهزيمة، بل وفرّ من فرّ منهم لمجرد أنهم مُسلحون. 
- وما فرّ المسلمون يوم مؤتة، وما نال منهم عدوّهم يومها ما نال لمجرد أنهم مُسلحون. 
- وما انهزم المسلمون هزيمةً على مدار تاريخهم أو تأخر عنهم النصر يومًا لمجرد أنهم مُسلحون. 
- وما تقهقرت حركة طالبان مع ثباتها إلى اليوم، ومع سيطرتها وقتها على قرابة 95%، من مساحة أفغانستان، وما أقامها الله فيه الآن من كرٍّ وفرّ، وتقدم وتأخر؛ لمجرد أنهم أعلنوه جهادًا مُسلّحًا. 

كلّ هذه التجارب والغزوات والمعارك والوقائع لم يحصل لها ما حصل من إخفاقات لمجرد حمل السلاح، وأن المسلمين فيها أعلنوه جهادًا مُسلّحًا ضدّ الكافرين والمنافقين أعداء الله ورسوله والمؤمنين..!

ولكن! حصل ما حصل نتيجة بعض الملابسات، والقرائن، التي احتفّت بالمعركة، ولم تكن على وجهها الأكمل، سواء كان من بعض المسلمين أو دسيسة بعض المنافقين، أو لحصول بعض الوقائع والمُباغتات الطارئة، فوقع من أسباب الإخفاق ما أخّر النصر، وأوجع المسلمين، وليس أبدًا لمجرد استخدام القوة، وأنهم كانوا مُسلحين.

فلا تظنّوا ظنّ السوء بالجهاد وأهله، وتَعرضوا كلّ تجربة لم ينتصر فيها المسلمون المجاهدون؛ قديمةً كانت أو حديثة؛ تعرضوها في ثوب التشويه المُسلح، وأن الفشل دومًا وأبدًا كان لمجرد رفع السلاح ورفع راية الجهاد

فالفشل والهزيمة من أقدار الله الكونية القدرية، كالنصر والتمكين، سواءً بسواء، وليست الهزيمة لمجرد السلاح ورفع راية الجهاد؛ بل بذلك تكون العزّة، ويكون التمكين والنصر، كما أمر الله. 

ولكن! قد تطرأ بعض الأخطاء في استعدادنا، ويحصل بعض الخلل في الجُند، أو التخطيط، أو إدارة المعركة، والوقوف على كامل الأدوات والآليات، فلنسلك السبيل الذي أُمرنا، ولنأخذ بالأسباب مُجتمعة (شرعية وعُرفية وعقلية)، ولنُبلي في سبيل ذلك بلاءً حسنًا، وما النصر إلا من عند الله. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 0
  • 0
  • 1,338

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً