الجهاد تأصيل و أحكام - (5) فضائل الجهاد ومناقبه وأجر الشهادة في سبيل الله
فضائل الجهاد لا يحدّها حدّ، ولا يبلغها عَدّ، وأجر الشهادة في سبيل الله وما أعدّ الله للشهداء لا يتسع مقامٌ لحصره، ولا يحيط مقالٌ بذِكره، لكننا نُعرّج على بعض ذلك، وفي القليل تذكير وإن كان قليل ذا لا يُقال له قليلُ.
وفضائل الجهاد لا يحدّها حدّ، ولا يبلغها عَدّ، وأجر الشهادة في سبيل الله وما أعدّ الله للشهداء لا يتسع مقامٌ لحصره، ولا يحيط مقالٌ بذِكره، لكننا نُعرّج على بعض ذلك، وفي القليل تذكير وإن كان قليل ذا لا يُقال له قليلُ..
فممَّا ورد في القرآن:
قوله تعال: {وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [آل عمران:157].
قال ابن كثير رحمه الله، في تفسيره: "تضمن هذا أن القتل في سبيل اللّه والموت أيضًا وسيلة إلى نيل رحمة اللّه وعفوه ورضوانه، وذلك خير من البقاء في الدنيا وجمع حطامها الفاني".
- وقال ابن عادل الحنبلي رحمه الله في تفسيره اللباب:
"وقُـدِّم القتل على الموت لأنه مَحَلّ تحريض على الجهاد، فقُدِّم الأهمّ الأشرف".
ومن ذلك قوله تعالى:{وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد:4-6].
- قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
"{فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} أي: لن يذهبها بل يكثرها وينميها ويضاعفها، ومنهم من يجري عليه عمله في طول برزخه
وقوله: {سَيَهْدِيهِمْ} أي: إلى الجنة وقوله: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} أي: أمرهم وحالهم، {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} أي: عرفهم بها وهداهم إليها، قال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله لهم منها لا يُخطئون، كأنهم ساكنوها منذ خُلقوا، لا يستدلون عليها أحدًا، وقال محمد بن كعب: يعرفون بيوتهم إذا دخلوا الجنة، كما تعرفون بيوتكم إذا انصرفتم من الجمعة".
- وممَّا أتى في سُنة نبينا عليه السلام:
* ما ثبت عند مسلم، من حديث أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
« »، فعجب لها أبو سعيد، فقال: أعِدها عليّ يا رسول الله، ففعل ثم قال: « »، قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: « ».
* ومن ذلك ما أخرجه الشيخان، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« ».
- وممَّا ذكَره أهل العلم:
قال شيخ الإسلام رحمه الله، في مجموع الفتاوى:
"والمُقام في ثغور المسلمين كالثغور الشاميَّة والمصرية لأجل الجهاد في سبيل الله؛ أفضل من المجاورة بمكة والمدينة، ما أعلم في ذلك خلافًا بين العلماء، وليست هذه المسألة من المُشكلات عند مَن يعرف دين الإسلام، وذلك لأن الرباط هو من جنس الجهاد، والمُجاورة من جنس النُّسك، وجنس الجهاد في سبيل الله؛ أفضل من جنس النسك بكتاب الله وسُنة رسولِه صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين، ومَن كان كثيرَ الذنوب فأعظمُ دوائِه الجهاد، فإن الله عزَّ وجلَّ يغفر ذنوبَه،كما أخبَر اللهُ في كتابه، بقوله سبحانه: {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} [الصف من الآية:12]".
فاللهمَّ لا تحرمنا جهادًا في سبيلك، يَبلغ من رضاك عنّا ما تشاؤه.
- التصنيف: