رسائل من غزة - (1) المدافعة
نحزن على ظفر مسلم يصاب، لكن نسعد ونستبشر لوجود المدافعة، فالخير ثم حينئذ، ومهما طال الطريق أم قصر فشعب بهذه الملامح لا بد أن ينتصر بإذن الله تعالى، ليس في فلسطين وحدها بل في كل أرض إسلامية مقاومة والله غالب على أمره.
عندما نجد مواجهة في غزة واعتداء إجرامي من الصهاينة، كنا نحزن فقط في الماضي، حيث لا أمل فهو اعتداء من طرف واحد، ولم تجر سنة الله تعالى أن ينصر طرفًا مستسلمًا للذل والإهانة، بل جرت سنة الله تعالى أن ينصر الحق وهو في حال مدافعة {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} [الحج من الآية:40]، وعندها يحق وعد الله {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء من الآية:18].
لكن في هذه المرة -والمرات القليلة الماضية- ظهرت المدافعة، فصار هناك طرف للحق يمثله ويحمله ومستعد للشهادة في سبيله، يتقدم القادة قبل الجند للشهادة، ويقدم القادة فلذات أكبادهم مع بقية المجاهدين لشرف الشهادة، وصار هناك قوة على التحدي والتحمل والكر بعد الفر والفيء بعد الانكسار..
ومهما كان هذا الطرف ضعيفًا من الناحية المادية فالمهم وجود من يحمل الحق، ثم إنه من فرائض العبودية عليه أن يبحث عن امتلاك أدوات المواجهة؛ فبدأ بحجر، ثم سلاح واحد يتداوله المجاهدون في كل فلسطين، ثم وصل إلى تغطية سماء الكيان الصهيوني بصورايخ تصنعها أيدٍ مسلمة..
نحزن على ظفر مسلم يصاب، لكن نسعد ونستبشر لوجود المدافعة، فالخير ثم حينئذ، ومهما طال الطريق أم قصر فشعب بهذه الملامح لا بد أن ينتصر بإذن الله تعالى، ليس في فلسطين وحدها بل في كل أرض إسلامية مقاومة والله غالب على أمره.
- التصنيف: