رسائل من غزة - (6) ماذا لو نجح المفاوض الفلسطيني في القاهرة؟

منذ 2015-06-04

لا تظن أن هذه لحظة عادية، إنها لحظة تصبح فيها إسرائيل تحت مرمى الصواريخ في كل مكان، والجميع مهدد، والمفاوض الفلسطيني يستعين بالمقاوم لينتزع بالقوة حقه، وبالتالي فالخوف في إسرائيل هو في انهيار قوة الردع وسقوط أسطورة القوة، وإبطال مفعول السلاح المتقدم والنووي سواء.

كتبت هذا المقال وقت تفاوض المقاومة بعد تحقيق النصر:
لو نجح المفاوض الفلسطيني في القاهرة وانتزع شيئًا من حقوقه، فيجب على المقاومة أن تفكر في الخطوة التالية؛ فالخطوة التالية بكل تأكيد هو تفكير الصهاينة في تل أبيب وواشنطن والعواصم العربية المعادية في التخلص النهائي من المقاومة..

لا تظن أن هذه لحظة عادية، إنها لحظة تصبح فيها إسرائيل تحت مرمى الصواريخ في كل مكان، والجميع مهدد، والمفاوض الفلسطيني يستعين بالمقاوم لينتزع بالقوة حقه، وبالتالي فالخوف في إسرائيل هو في انهيار قوة الردع وسقوط أسطورة القوة، وإبطال مفعول السلاح المتقدم والنووي سواء.

المنطقي والطبيعي حينئذ أن يفكروا في خيارات وبدائل وحلول استراتيجية لا تجعل (المواطن) الإسرائيلي تحت رحمة المقاوم الفلسطيني، وإلا فسيسقط الجميع في الانتخابات ويفشل قادة إسرائيل وتنتهي الدولة، فلا يظن أحد أن مكسبًا كهذا، سيمر بدون خطوات تعقبه.. 

المشكلة ليست في المكسب نفسه أو حجمه الذي ستحصل عليه المقاومة بإذن الله، بل المشكلة في طريقة المكسب، فهي طريقة هادمة للكيان الصهيوني وفاتحة -للمقاومة وللأمة بأسرها- إلى التكرار، هذا النموذج حدث في لبنان، لكن للصهاينة تفاهماتهم مع الشيعة الذين تنوء صدورهم بأحقاد سوداء لأهل السنة. 

أما انفتاح الطريق أمام الأمة نفسها من خلال فصائل سنية مقاومة، فهذا له دلالاته الخطيرة على هذا الكيان.. 
نعم أبدت المقاومة نجاحًا في العراق وأفغانستان، لكن لم تكن مماسة مباشرة لإسرائيل، أما هذه فهي إسقاط لمشروع غربي لمائة عام، يجب أن تحذر الأمة من القادم، قد تفتعل الأجهزة الأمنية أحداثًا على الحدود وتلصقها بحماس والمقاومة، وقد يقوم الانقلابيون بدور إسرائيل في تصفية المقاومة، وقد تُفتعل أحداث جسيمة للتخلص النهائي من قطاع غزة.

إن من قام على أساس المذابح في إسرائيل ومن ذبح شعبه في مصر أو سوريا، قد يقدمون على سيناريوهات دموية كارثية ضد المقاومة، إن المفاوضات ستنتهي، ومن الآن يبدأ الجميع في التخطيط والتفكير والتخطيط لما بعد ذلك، لإنهاء هذه الحالة المثالية من المقاومة الفريدة.

نقول هذا ليس تخويفًا بل ليكون في الحسبان، ولتوعية الجماهير قبل وقوع أحداث مفتعلة، ولتعلم الشعوب المسلمة إلى أي مدى يحتاج بعضها إلى بعض في الحراك، يجب أن يدرك المسلمون في مصر والحرمين والشام أنفسهم وإخوانهم في نفس الوقت، وإلا ضاع جهد المقاومة التي تمثل الأمل الباقي بعد الله تعالى.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 2,018
المقال السابق
(5) الوحدة أساس العمل المقاوم والنضالي في الإسلام
المقال التالي
(7) غزة تنفي خبثها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً