(7) غزة تنفي خبثها
مدحت القصراوي
كان من رحمة الله تعالى أن النصابين والمخبرين، والشيوخ المأجورين لم يجعل ربك لهم نصيبًا في هذا الجهاد، بل ولا دعمًا؛ وإنما يتحفظون! ويستدركون! ويوازنون! ولهم رأي آخر لكنهم مضطرون أن يتعاطفوا -وكأنهم عقلاء!-، إلى آخر الترهات التي يقولونها.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
من رحمة الله تعالى أن بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفئة المنصورة، وأنهم ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ومن على طريقهم ودعوتهم، ومن يدعمهم من شرفاء الأمة أيًا كان مكانهم وموقف نصرتهم للحق.
كان من رحمة الله تعالى أن النصابين والمخبرين، والشيوخ المأجورين لم يجعل ربك لهم نصيبًا في هذا الجهاد، بل ولا دعمًا؛ وإنما يتحفظون! ويستدركون! ويوازنون! ولهم رأي آخر لكنهم مضطرون أن يتعاطفوا -وكأنهم عقلاء!-، إلى آخر الترهات التي يقولونها.
أقول (من رحمة ربك)، لأنهم لو خرجوا في غزة ما زادوكم إلا خبالًا.
إن من شرف المقاومة أنها لم ينل شرفها إلا الطاهرون من العمالة، الذين يعرفون قيمة هذا الدين والتحرر به ومواجهة الباطل لا التآمر معه، ولا التخاذل أمامه ولا استجداءه، لم ينل شرف المقاومة من لا يعرفون المواجهة ولا الإقدام غلا في الباطل، فيقولون على المقاومة أنها تهور وتضحية بالشعوب، وعليه فليقعدوا، ظنوا الناس مثلهم! قبحهم الله.
قد ترى هؤلاء النصابين يضعون أيديهم في أيدي الحشاشين وسبابي دين الله، وتجار المخدرات والشواذ يدًا بيد -حقيقة لا تشبيهًا-، وبلا تردد أو تحفظ، في مواجهة شرفاء وثوار الميادين، هنا تراهم يواجهون، يواجهون الحق، استنادًا لأسيادهم الذين قالو لهم: "قفوا هنا"، أو قالوا لهم: "ائتونا بأدلة أنكم تواجهون أهل الحق لنرضى عنكم"، فتطوعوا وتبرعوا ثم قدموا كشوفًا وتقارير بما قدموه للباطل! {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} [التوبة من الآية:62].
صرفهم ربك ولم يجعل لهم بين المقاومة مكانًا ولا نصيبًا ولا دعمًا ولا تأييدًا، حتى شرف التأييد والدعاء حرمهم ربك منه! إنها آية جعلها ربك لعله يبصر ويتوب من به بقية من خير منهم، ويقينًا لمن هو على الحق، ترى هؤلاء النصابين آخر من ينضم للمواجهة وأول من يهرب، وأول من يخذل، وسيد من ينافق ويلوي الآيات والأحاديث والأدلة، ويقدمها خدمة للباطل وقربانًا إليه.
أترى! إنها غزة تنفي خبثها، وإنها المقاومة تنفي خبثها..
سترى المأجورين ضيوفًا لأفجر الخلق وأكذبهم من الإعلاميين وأصحاب الطلاء والماكياج الذي فشل في ستر قبحهم، هناك تراهم، وقد توعد ربك أن يحشر الذين ظلموا وأزواجهم في مكان واحد، والأزواج هم الأشباه والأصناف التي تشبه الباطل وتخدمه..
ستراهم يبحثون في السفوح حيث أماكن تواجد الميتات لتفعيل فقه الميتة، ويختلفون حول أحكامها..
أما غزة وأما المقاومة، فإنها تنفي خبثها ليبقى طيبها، فالحمد لله أن قدّر من الأمور والأحداث ما يظهر مكنونات النفوس، وحقائق لم يكن يصدق الكثير عندما يُخبَر بها، والحمد لله الذي يطهر صفوف المسلمين حتى يبقى من إذا مكّنهم الله قاموا بشرطه تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41].
فاللهم تب علينا واغفر لنا، واستر عوراتنا وآمن روعاتنا، ونعوذ بك من الخذلان ومن عقوبة الذنوب والسرائر، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.