إحياء - (340) سُنَّة شهادة التوحيد بعد الصلاة

منذ 2015-06-04

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أذكار كثيرة بعد كل صلاة، من تسبيح وتكبير ودعاء، ولكنه كان يحرص على قول التوحيد دبر كل صلاة، فما السر في ذلك؟

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أذكار كثيرة بعد كل صلاة مكتوبة، ففيها التسبيح، والحمد، والتكبير، وفيها أدعية خاصة، وبعض الآيات، وكان له أيضًا سُنَّة جليلة يقولها دبر كل صلاة، وهي سُنَّة قول شهادة التوحيد بعد الصلاة، وكان له صيغتان في ذلك..

فأما الأولى ففي رواية مسلم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: "كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، يَقُولُ: فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»، وَقَالَ -أي عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ".

فهذه صيغة، وأما الصيغة الثانية فقد وردت في رواية البخاري ومسلم عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ إِذَا قَضَى الصَّلَاةَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ».

ولا يخفى على أحد قيمة شهادة التوحيد، وقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: "قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لاَ يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ، أَوْ نَفْسِهِ»، فلْنَقُلْ بعد كل صلاة أيًّا من هاتين الصيغتين، أو كلاهما معًا، ولْنجعل أنفسنا أهلًا لشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة،

 ولا تنسوا شعارنا قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور:54].

راغب السرجاني

أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.

  • 1
  • 0
  • 1,651
المقال السابق
(339) سُنَّة قضاء قيام الليل
المقال التالي
(341) سُنَّة كراهية صيام النصف الثاني من شعبان

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً