النصائح العشر للمربين والمربيات
ظافر بن حسن آل جبعان
فهنا أذكر لكم نصائح ووسائل عملية تعين المربين من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات على القيام بمهمتهم السامية في تربية من تحت أيديهم من البنين والبنات
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فهنا أذكر لكم نصائح ووسائل عملية تعين المربين من الآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات على القيام بمهمتهم السامية في تربية من تحت أيديهم من البنين والبنات:
فأول هذه النصائح: الإخلاص لله تعالى، وهذه الخصلة أجمع سلف الأمة وخَلَفُها على وجوب التحلي بها، فلا يَصْرِفُ العبد شيئًا من عمله إلا لله تعالى، فعلى المربين أن يقصدوا بتربيتهم وتعليمهم وجه الله تعالى، لا لغرض من الدنيا، فكم أَخْلَصَ عَبْدٌ للهِ في أمر فبوركَ له فيه.
ثانيها: احتساب الأجر عند الله تعالى في رعايتهم وتربيتهم، قالَ صلى الله عليه وسلم: «البخاري:56، ومسلم:1626) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ فكلٌ سيقدم لمن تحت يده ما يجب عليه أن يقدمه لهم، فيا أخي احتسب أجرك على الله تعالى فيما تقدم.
» (أخرجهثالثها: المتابعة الجادة، وليس المقصود من المتابعة الشدة في المراقبة والألفاظ، والضرب والعقاب، بل متابعة يشعر بها ولا تثقل كاهله، فبعض المربين إما يَشُدُّ على من تحت يده أو يُفْلِتَهُم، فكان بين إفراط وتفريط.
رابعها: أن تختار له رفيقًا صالحًا، ويكون ذلك بأن تشير عليه بأن يرافق فلان، ويجالس فلان، وتذكر له سبب مرافقته له بأنه محافظ على دينه، أو حَسَنُ الأدب والخلق، أو جادٌ ومجد، أو بارٌ بوالديه.
خامسها: حمله المسؤولية، وليس المقصود أن يتنصل الأب عن مسؤوليته ويلقي بها على ابنه ليستريح من عناء الذهاب والإياب، وليتفرغ هو للذهب والإياب، فليس هذا المقصود، إنما المقصود تحميله جُزْءًا من المسؤولية التي يستطيع أن يقوم بها بحيث يُشغل وقته فيم ينفع، ويعرف أن له مع أهله مهمة يجب أن يقوم بها، فيكون في أيدي والديه، وقريباً منهم.
سادسها: الإكثار من صحبته، ووعظه عند الخطأ ويكون بالحسنى واللين، وتكون صحبته كصحبة صديق لا مؤدب، فبعض المربين من الآباء وغيرهم لا يجالس أبناءه إلا وهو يصب عليهم جام غضبه، ويكيلُهُم بوابلٍ من التوجيهات والنصائح المكرورة، مع ما يصحب هذه النصائح من رفع للصوت، وغلظة في الخطاب، وتقطيب للوجه والجبين؛ فكيف يُفيد المتربي من هذه النصائح، وهو يجد عند غير هذا المربي لين الخطاب، وطلاقة الوجه، وحسن التعامل.
سابعها: لا تُحْوِجْ ابْنَكَ لَغِيْرِك، لا لمال ولا لغيره؛ فالمربي الناجح هو الذي يتحسس حوائج أبنائه وبناته، ويساعدهم ويقف بجانبهم.
ثامنها: أكثر من مشاورته في كثير من الأمور التي يمكن أن يُشَاوَر مثله فيها، فهذا أسلوبٌ راقي في التعامل والتربية.
تاسعها: الصبر على تربيته، وعلى أخطائه، فإذا لم تصبر على أبنائك وبناتك، فمن تصبر عليه إذاً، وإذا لم تضحِ لهم فمن تضحي له.
عاشرها: كثرة الدعاء بصلاحه، فعلى المسلم أن يلتزم الدعاء لنفسه وأبنائه، ومن الأدعية النافعة دعاء الخليل عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [إبراهيم:40]؛ ومنها أيضًا: اللهم أصلح نيتي وذريتي.
اللهم أصلح أبناءنا وبناتنا، وقهم شرَ الأشرار، وكيدَ الفجر، وطوارقَ الليل والنهار؛ اللهم حبب إلينا وإليهم الإيمان وزينه في قلوبنا وقلوبهم، وكره إلينا وإليهم الكفرَ والفسوق والعصيان واجعلنا وإياهم من الراشدين؛ اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، وصلى الله وسلم على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.