أي أجر
محمد علي يوسف
الرغبة في حشد الأتباع واتباعهم الأعمى وابتغاء تسليمهم، وانقيادهم الكامل للشخص لا للحق: أجر، والسُلطة بجميع صورها سواء كانت سلطة أدبية روحية أو سلطة مادية أحيانًا تكون: أجرًا يُبتغى ويُطلب.
- التصنيفات: تزكية النفس -
ما لا يدركه البعض أن الأجر الدنيوي لا يشترط أن يكون مالاً أو متاعًا ماديًا..
الرغبة في حشد الأتباع واتباعهم الأعمى وابتغاء تسليمهم، وانقيادهم الكامل للشخص لا للحق: أجر، والسُلطة بجميع صورها سواء كانت سلطة أدبية روحية أو سلطة مادية أحيانًا تكون: أجرًا يُبتغى ويُطلب.
والثناء المنتظر والتقدير المطلوب والتهليل المبتغى أجر أيضًا، والجاه والمنصب والمكانة وصرف وجوه الناس كل ذلك قد يُعد من الأجر، ولا يضبط وجوده إلا النية، وكثير من الخلق فتنتهم لم تكن المال! سمعنا عن مجرمين وطغاة عاشوا زاهدين في المال والرياش، وماتوا فقراء ولم يذروا ورثتهم أغنياء، كانت فتنتهم في العلو والتسلط على خلق الله، وصرف وجوه الناس إليهم، ووهم التحكم في مصائرهم.
ولقد ورد نفي اللفظين في كلام الأنبياء عليهم السلام، المال خصوصًا: {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ} [هود من الآية:29]، والأجر عمومًا: {يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [هود:51]، وذلك النفي الأخير هو أكثر ما تكرر في كلامهم بصيغ مختلفة في العديد من السور.
وليبقى شعار الأنبياء جميعًا: {مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} [الفرقان من الآية:57]، هكذا أعلنوها مرارًا ناصعة نقيًّة نافية لانتظار الأجر، أي أجر!