العلامة أبو إسحاق الحويني وخالد الجندي وآخرون إذ يختصمون
منذ 2008-12-09
ياخالد ! لو كلفت خاطرك بالنظر في كتابهم ما استحييت ، وما عدت إلينا تتطاول على رموز أمتنا .. تلك الجبال الراسية والشواهق العالية .. البخاري وابن عروة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
في حسِّي وحسِّ كثيرين يجلس فضيلة الشيخ ( أبو إسحاق الحويني ) عالياً ، متربعاً ، بهياً ... و لخالد الجندي مَن يحبوه .
خالد الجندي وبعضُ الصحفيين يتكلمون في الثقات من علماء الأمة يهونون أمرهم !!، وصولاً لردِّ حديث زواج الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في سن التاسعة من عمرها ، والحديث في البخاري !! ، وهم بهذا يدافعون عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ زعموا ـ.
وحسنُ النية قد يرفع العقوبة عن الفاعل ، أو يخففها ، أو قد ينال الفاعل بحسن النية مع سوء الفعل الأجر من الله . قد . ولكن حسن النية أبداً لا يكفي لتبرير الفعل والسكوت عليه فضلا عن تمريره والدعوة إليه .
ولست هنا للتعقيب على الشيخ أبي إسحاق الحويني ، فشأني دون ذلك ، ولا للتهكم على خالد الجندي أنْ تكلم في غير ما يحسن فعندي ما يشغلني عن ذلك ، أمسكت قلمي لأسجل هذه المداخلة ، باعتبار أنني أحد المختصين بالرد على النصارى ، وهي إضاءة على الحوار ، واستحضارٌ لمن غاب عمداً وما كان له أن يغيب .!!
ـ زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة إحدى شبهات النصارى التي يتكلمون بها ليل نهار ، ولم يتكلم بها أحدٌ قبلهم ، فالملاحظ أن المشركون الأُوَلْ كانوا يتكلمون بالكذب والبهتان على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما تكلم أحد منهم في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي في التاسعة من عمرها بنصف كلمة ، ببساطة لأنه كان أمراً عادياً جداً وقتها .
للشبهات مضمارٌ تجري فيه . أنت في آخره ياشيخ ـ حفظكم الله وسدد خطاكم ـ ، تسد النهر من مصبِّه والشأن في منبعه .
عكف المستشرقون على كتب المسلمين فأعادوا قراءتها من جديد ، ونبشوا عن الشاذين فكرياً من القرون الأولى وما يليها ، فاستحضروهم من جديد بطبع كتبهم وترويجها ، وعمدوا إلى الكذب المباشر أو غير المباشر ببتر النص من سياقه العام ثم استعمال مقدمات عقلية وعرفية لتفسيره ، وكذا اعتمدوا الضعيف والشاذ وما لا يصح من الحديث وأقوال علماء المسلمين ، ومن ثم أخرجوا كماً هائلاً من الزور والبهتان نسبوه للإسلام . ثم طرحوا هذه الشبهات على المسلمين ، المبتعثين إلى بلادهم ، والمشرئبين بأعناقهم ـ في بلادنا ـ لهم ، فشربها قومٌ ، ومِنْ ثَمَّ رددوها ، فصاروا في جندهم وإن لم يرفعوا صليبهم ، وتفاعل معها المنهزمون كمحمد عبده وعباس العقاد ، وتفاعل المخلصون من أهل الحديث والأثر ، ثم راح هؤلاء المجرمون يعمُّون على كلام المخلصين ، وأفادوا من كلام المنافقين المرددين لأقوالهم والمنهزمين المتنصلين من الثابت في دينهم!!
إن كل الأفكار الهدامة أصلها من ( الآخر ) نصارى أو يهود ، بالأمس البعيد والقريب واليوم . فالتعطيل والإرجاء جاء من الجعد والجهم ، ويهود هي التي علمت الجعد ، والجعد علم الجهم ، والقدر وسوس به سَوسنُ النصارني لمعبد الجهني ، ذكر ذلك الحافظ الذهبي في ترجمة معبد الجهني ، وعِلم الكلام من الفلاسفة والزنادقة ، وقاسم أمين أخذ ما كتب في الكتابين ( تحرير المرأة ) و( المرأة الجديدة ) من الكافرين ، تحديداً من ( مرقص فهمي ) ومن الاعترضات الأوروبية على ( الرحلة الأصمعية ) التي طبعت باللغة التركية ، وأخذه مما كتب الدوق الفرنسي في كتابه ( المصريون ) ، ثم جاء النصارى ( مستعمر ومستشرق ) و( نفخوا ) فيما تكلم به قاسم أمين من كلامهم ، ونسبوه إليه ، وترجموه إلى عدة لغات ، ونشروه في كل البلدان على أنه كلام المسلمين عن إسلامهم !!
وماذا حدث ؟
انشغلنا نحن بين منافق متبع لقاسم أمين يردد قوله ، ومنهزم يحاول أن يُشَرْعِنْ باطل قاسم أمين ، ومخلص يرد على هؤلاء ، وراح الملأ من الذين كفروا من أهل الكتاب ينقلون المشهد لقومهم ، يقولون لهم : ( المسلمون ) يتبرءون من الحجاب ، ويشجبون على الطلاق ، ويأبون التعدد ، ويتعاملون بالربا ، ويستحسنون ما أنتم عليه ، والمسلمون يحبون هديكم ، ويسعون في تقليدكم ، ويرضون دينكم ، وبهذا صرفوا عوامهم عن الإسلام ، بعد أن قدموه لهم مشوهاً . وأشغلونا بأنفسنا . نرد على المنافقين والطيبين المنهزمين ، والسماعين المتأثرين بأقوال المنافقين والكافرين .
يا شيخ حفظكم الله !!
لا تقف عند خالد الجندي فليس بصاحبك ، واخرج إلى من افتعل الشبهة . وخذ الجندي في الطريق وأنت ترد على الأفاكين الآثمين الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون ، بيِّن أمرهم للناس كي لا يتبعوهم ، فإن بان للناس أمرهم انتهى كيدهم وبطل سحرهم ، في هذه الشبهة وفي غيرها . أما الرد على شبهة بعينها وعلى منهزمٍ يريد أن يتجمل في عين عدوه ، وهو عدوه وإن تجمل وتبختر ، فهذه صغيرة ، دعها لنا أو لمثلنا .
لا أعيب الرد ، أبداً ، بل هو واجب ، ولكنك الآن في مصبِّ النهر ، تريد أن توقفه من مصبه ، وهيهات ، سيشغلوك ، ولن تنتهي منهم ، بالأمس ( رضاع الكبير ) ، و ( حد الردة ) , ( واليوم ( زواج السيدة عائشة ) وغداً ربما ( مدة الحمل ) ، ولن تنتهي ، فشأنك والأفاكون الذين يعرفون الحق وهم له منكرون ، الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون .
اخرج إليهم ، فإنهم في ديارنا ، يختالون على عرض نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... يسبون ويسخرون ويستهزءون ، وبنساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين يتشببون . اخرج إليهم فقد أَمِرَ أمرهم ، وعظم خطرهم ، ورُفِعَ صليبهم ، واشتد حاديهم ، وأقبلوا من كل حدبٍ ينسلون ، ولا يلزم الأمر ما يحذره القوم من ذكر الأشخاص وإنما معالجة الشبهات معالجة شاملة ، تبين أن هناك أفاكين ـ أياً كان اسمهم أو وصفهم ـ هم الذين يفترون .
والأستاذ خالد الجندي كالجهم بن صفوان .
الجهم ضاق صدره بقول الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) فودَّ أن لو محاها من المصحف بيده . ليستقيم الأمر على هواه . وخالد الجندي استحى من زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي في التاسعة من عمرها ، فراح يمحو الحديث من الصحيح ، يريد أن يتجمل في عين عدوه .
هي حالة من الجهل ، والكبر ، والانهزامية .
جهل جعلهمما ـ وأمثالهما ـ يظنان أن في الدين ما يحتاج للشطب أو الرد ، وانهزامية بها كبر الكافر والفاسق في صدرهم ، فارحوا يتجملون أمامهم ، وكبر جعلهم لا يرجعون إلى المختصين بل يشاكسون العلماء الربانيين .
والعيب عند الجهم وعند الجندي .
القضية ليست هكذا مطلقاً يا خالد .
ليس ثم شبهة ، وليس ثم ما نستحي منه ، قد كان الكبير يتزوج الصغيرة ، وكانت البنت تخطب دون التاسعة ، وتتزوج في التاسعة من عمرها ، قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسيدة عائشة ذاتها كان قد تكلم لخطبتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم جبير بن المطعم ـ كما يقول بن كثير في البداية والنهاية ـ ، والآن ظهرت حالات في مصر والجزائر واستراليا بل وأوربا تحمل البنت وتضع وهي في الابتدائي ، وفي البلاد الباردة يتكلم الأوربيون ( البريطانيون تحديداً ) بأن البنت تبلغ عندهم .. في بلادهم الباردة .. في التاسعة من عمرها ، وأن حالات الإجهاض تتكرر دون الثالثة عشر ومنشور ذلك على مواقع النت بالصوت والصورة ،وهو قريب لمن يطلبه .
والنصارى هؤلاء الذين تتكلم إليهم ، عندهم مثل ذلك !!
فالسيدة العذراء ولدت السيد المسيح ـ عليه السلام ـ وهي في الثانية عشر من عمرها ، وكانت قبل أن تحمل به أي في التاسعة تستعد للزواج من يوسف النجار ، وهو شيخ كبير طاعن في السن قارب التسعين من عمره !!. وداود ـ عليه السلام ـ عندهم حين شاب وغاب عقله زوجوه بفتاة صغيرة . وعندهم ما هو أشد وأقبح يقولونه عن نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ وغيره من أنبياء الله ، واستحي والله من ذكره في هذا المقام . والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن بالعجوز المحدودب الظهر الذي لا ينهض من الأرض إلا بغيره ، ولا يسير إلى على ثلاث ؛كان شاباً فتياً جميلا ، أجمل الناس شكلاً ، وأقواهم بدناً ،وأحسنهم صوتاً ، وأحسنهم للنساء ... يجامع حتى يكسل ، ولم يظهر عليه آثار الشيب يوم تزوج السيدة عائشة ـ رضي الله عنها .
فمن ذا الذي يعيب ؟ ومن ذا الذي يعاب ؟
ياخالد !
لو كلفت خاطرك بالنظر في كتابهم ما استحييت ، وما عدت إلينا تتطاول على رموز أمتنا .. تلك الجبال الراسية والشواهق العالية .. البخاري وابن عروة .
وياخالد !
لهذا يطمعون فيك ، سمعتهم مرةً في قناتهم ـ تحديداً برنامج سؤال جريء ـ يقولون دعَوْنا ( الشيخ ) خالد الجندي للمناظرة ولم يأتِ ، ولو رأوا فيك بأساً ما دعوك ، ولو رأوا فيك عزة بدينك ما دعوك ؛ ولكن علموا أن وجهك إلينا ، تستحي وتنفي ، ولا تخاطب القوم في معتقدهم .
ويا خالد !
لي منك رجاء ، إن دعوك وكنت مشغولاً فادعنا نكفيكهم ، ونبين للناس فجرهم وسوء معتقدهم ، وقباحة قولهم ، أو فادعهم لشيوخنا فإنهم أهل علم وفضل. وثانية لا تستحي من شيء ، وثانية لا تكسل وانشط وأقرأ ما عند القوم ، فإنهم على قبيح ويدعون لقبيح ، ويتكلمون بالقبيح .
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
في حسِّي وحسِّ كثيرين يجلس فضيلة الشيخ ( أبو إسحاق الحويني ) عالياً ، متربعاً ، بهياً ... و لخالد الجندي مَن يحبوه .
خالد الجندي وبعضُ الصحفيين يتكلمون في الثقات من علماء الأمة يهونون أمرهم !!، وصولاً لردِّ حديث زواج الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ من السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ في سن التاسعة من عمرها ، والحديث في البخاري !! ، وهم بهذا يدافعون عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ زعموا ـ.
وحسنُ النية قد يرفع العقوبة عن الفاعل ، أو يخففها ، أو قد ينال الفاعل بحسن النية مع سوء الفعل الأجر من الله . قد . ولكن حسن النية أبداً لا يكفي لتبرير الفعل والسكوت عليه فضلا عن تمريره والدعوة إليه .
ولست هنا للتعقيب على الشيخ أبي إسحاق الحويني ، فشأني دون ذلك ، ولا للتهكم على خالد الجندي أنْ تكلم في غير ما يحسن فعندي ما يشغلني عن ذلك ، أمسكت قلمي لأسجل هذه المداخلة ، باعتبار أنني أحد المختصين بالرد على النصارى ، وهي إضاءة على الحوار ، واستحضارٌ لمن غاب عمداً وما كان له أن يغيب .!!
ـ زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة إحدى شبهات النصارى التي يتكلمون بها ليل نهار ، ولم يتكلم بها أحدٌ قبلهم ، فالملاحظ أن المشركون الأُوَلْ كانوا يتكلمون بالكذب والبهتان على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وما تكلم أحد منهم في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي في التاسعة من عمرها بنصف كلمة ، ببساطة لأنه كان أمراً عادياً جداً وقتها .
للشبهات مضمارٌ تجري فيه . أنت في آخره ياشيخ ـ حفظكم الله وسدد خطاكم ـ ، تسد النهر من مصبِّه والشأن في منبعه .
عكف المستشرقون على كتب المسلمين فأعادوا قراءتها من جديد ، ونبشوا عن الشاذين فكرياً من القرون الأولى وما يليها ، فاستحضروهم من جديد بطبع كتبهم وترويجها ، وعمدوا إلى الكذب المباشر أو غير المباشر ببتر النص من سياقه العام ثم استعمال مقدمات عقلية وعرفية لتفسيره ، وكذا اعتمدوا الضعيف والشاذ وما لا يصح من الحديث وأقوال علماء المسلمين ، ومن ثم أخرجوا كماً هائلاً من الزور والبهتان نسبوه للإسلام . ثم طرحوا هذه الشبهات على المسلمين ، المبتعثين إلى بلادهم ، والمشرئبين بأعناقهم ـ في بلادنا ـ لهم ، فشربها قومٌ ، ومِنْ ثَمَّ رددوها ، فصاروا في جندهم وإن لم يرفعوا صليبهم ، وتفاعل معها المنهزمون كمحمد عبده وعباس العقاد ، وتفاعل المخلصون من أهل الحديث والأثر ، ثم راح هؤلاء المجرمون يعمُّون على كلام المخلصين ، وأفادوا من كلام المنافقين المرددين لأقوالهم والمنهزمين المتنصلين من الثابت في دينهم!!
إن كل الأفكار الهدامة أصلها من ( الآخر ) نصارى أو يهود ، بالأمس البعيد والقريب واليوم . فالتعطيل والإرجاء جاء من الجعد والجهم ، ويهود هي التي علمت الجعد ، والجعد علم الجهم ، والقدر وسوس به سَوسنُ النصارني لمعبد الجهني ، ذكر ذلك الحافظ الذهبي في ترجمة معبد الجهني ، وعِلم الكلام من الفلاسفة والزنادقة ، وقاسم أمين أخذ ما كتب في الكتابين ( تحرير المرأة ) و( المرأة الجديدة ) من الكافرين ، تحديداً من ( مرقص فهمي ) ومن الاعترضات الأوروبية على ( الرحلة الأصمعية ) التي طبعت باللغة التركية ، وأخذه مما كتب الدوق الفرنسي في كتابه ( المصريون ) ، ثم جاء النصارى ( مستعمر ومستشرق ) و( نفخوا ) فيما تكلم به قاسم أمين من كلامهم ، ونسبوه إليه ، وترجموه إلى عدة لغات ، ونشروه في كل البلدان على أنه كلام المسلمين عن إسلامهم !!
وماذا حدث ؟
انشغلنا نحن بين منافق متبع لقاسم أمين يردد قوله ، ومنهزم يحاول أن يُشَرْعِنْ باطل قاسم أمين ، ومخلص يرد على هؤلاء ، وراح الملأ من الذين كفروا من أهل الكتاب ينقلون المشهد لقومهم ، يقولون لهم : ( المسلمون ) يتبرءون من الحجاب ، ويشجبون على الطلاق ، ويأبون التعدد ، ويتعاملون بالربا ، ويستحسنون ما أنتم عليه ، والمسلمون يحبون هديكم ، ويسعون في تقليدكم ، ويرضون دينكم ، وبهذا صرفوا عوامهم عن الإسلام ، بعد أن قدموه لهم مشوهاً . وأشغلونا بأنفسنا . نرد على المنافقين والطيبين المنهزمين ، والسماعين المتأثرين بأقوال المنافقين والكافرين .
يا شيخ حفظكم الله !!
لا تقف عند خالد الجندي فليس بصاحبك ، واخرج إلى من افتعل الشبهة . وخذ الجندي في الطريق وأنت ترد على الأفاكين الآثمين الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون ، بيِّن أمرهم للناس كي لا يتبعوهم ، فإن بان للناس أمرهم انتهى كيدهم وبطل سحرهم ، في هذه الشبهة وفي غيرها . أما الرد على شبهة بعينها وعلى منهزمٍ يريد أن يتجمل في عين عدوه ، وهو عدوه وإن تجمل وتبختر ، فهذه صغيرة ، دعها لنا أو لمثلنا .
لا أعيب الرد ، أبداً ، بل هو واجب ، ولكنك الآن في مصبِّ النهر ، تريد أن توقفه من مصبه ، وهيهات ، سيشغلوك ، ولن تنتهي منهم ، بالأمس ( رضاع الكبير ) ، و ( حد الردة ) , ( واليوم ( زواج السيدة عائشة ) وغداً ربما ( مدة الحمل ) ، ولن تنتهي ، فشأنك والأفاكون الذين يعرفون الحق وهم له منكرون ، الذين يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون .
اخرج إليهم ، فإنهم في ديارنا ، يختالون على عرض نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... يسبون ويسخرون ويستهزءون ، وبنساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين يتشببون . اخرج إليهم فقد أَمِرَ أمرهم ، وعظم خطرهم ، ورُفِعَ صليبهم ، واشتد حاديهم ، وأقبلوا من كل حدبٍ ينسلون ، ولا يلزم الأمر ما يحذره القوم من ذكر الأشخاص وإنما معالجة الشبهات معالجة شاملة ، تبين أن هناك أفاكين ـ أياً كان اسمهم أو وصفهم ـ هم الذين يفترون .
والأستاذ خالد الجندي كالجهم بن صفوان .
الجهم ضاق صدره بقول الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) فودَّ أن لو محاها من المصحف بيده . ليستقيم الأمر على هواه . وخالد الجندي استحى من زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة وهي في التاسعة من عمرها ، فراح يمحو الحديث من الصحيح ، يريد أن يتجمل في عين عدوه .
هي حالة من الجهل ، والكبر ، والانهزامية .
جهل جعلهمما ـ وأمثالهما ـ يظنان أن في الدين ما يحتاج للشطب أو الرد ، وانهزامية بها كبر الكافر والفاسق في صدرهم ، فارحوا يتجملون أمامهم ، وكبر جعلهم لا يرجعون إلى المختصين بل يشاكسون العلماء الربانيين .
والعيب عند الجهم وعند الجندي .
القضية ليست هكذا مطلقاً يا خالد .
ليس ثم شبهة ، وليس ثم ما نستحي منه ، قد كان الكبير يتزوج الصغيرة ، وكانت البنت تخطب دون التاسعة ، وتتزوج في التاسعة من عمرها ، قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسيدة عائشة ذاتها كان قد تكلم لخطبتها قبل النبي صلى الله عليه وسلم جبير بن المطعم ـ كما يقول بن كثير في البداية والنهاية ـ ، والآن ظهرت حالات في مصر والجزائر واستراليا بل وأوربا تحمل البنت وتضع وهي في الابتدائي ، وفي البلاد الباردة يتكلم الأوربيون ( البريطانيون تحديداً ) بأن البنت تبلغ عندهم .. في بلادهم الباردة .. في التاسعة من عمرها ، وأن حالات الإجهاض تتكرر دون الثالثة عشر ومنشور ذلك على مواقع النت بالصوت والصورة ،وهو قريب لمن يطلبه .
والنصارى هؤلاء الذين تتكلم إليهم ، عندهم مثل ذلك !!
فالسيدة العذراء ولدت السيد المسيح ـ عليه السلام ـ وهي في الثانية عشر من عمرها ، وكانت قبل أن تحمل به أي في التاسعة تستعد للزواج من يوسف النجار ، وهو شيخ كبير طاعن في السن قارب التسعين من عمره !!. وداود ـ عليه السلام ـ عندهم حين شاب وغاب عقله زوجوه بفتاة صغيرة . وعندهم ما هو أشد وأقبح يقولونه عن نبي الله لوط ـ عليه السلام ـ وغيره من أنبياء الله ، واستحي والله من ذكره في هذا المقام . والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن بالعجوز المحدودب الظهر الذي لا ينهض من الأرض إلا بغيره ، ولا يسير إلى على ثلاث ؛كان شاباً فتياً جميلا ، أجمل الناس شكلاً ، وأقواهم بدناً ،وأحسنهم صوتاً ، وأحسنهم للنساء ... يجامع حتى يكسل ، ولم يظهر عليه آثار الشيب يوم تزوج السيدة عائشة ـ رضي الله عنها .
فمن ذا الذي يعيب ؟ ومن ذا الذي يعاب ؟
ياخالد !
لو كلفت خاطرك بالنظر في كتابهم ما استحييت ، وما عدت إلينا تتطاول على رموز أمتنا .. تلك الجبال الراسية والشواهق العالية .. البخاري وابن عروة .
وياخالد !
لهذا يطمعون فيك ، سمعتهم مرةً في قناتهم ـ تحديداً برنامج سؤال جريء ـ يقولون دعَوْنا ( الشيخ ) خالد الجندي للمناظرة ولم يأتِ ، ولو رأوا فيك بأساً ما دعوك ، ولو رأوا فيك عزة بدينك ما دعوك ؛ ولكن علموا أن وجهك إلينا ، تستحي وتنفي ، ولا تخاطب القوم في معتقدهم .
ويا خالد !
لي منك رجاء ، إن دعوك وكنت مشغولاً فادعنا نكفيكهم ، ونبين للناس فجرهم وسوء معتقدهم ، وقباحة قولهم ، أو فادعهم لشيوخنا فإنهم أهل علم وفضل. وثانية لا تستحي من شيء ، وثانية لا تكسل وانشط وأقرأ ما عند القوم ، فإنهم على قبيح ويدعون لقبيح ، ويتكلمون بالقبيح .
المصدر: طريق الإسلام
- التصنيف:
اشرف
منذأم يوسف
منذأم يوسف
منذamira
منذسامي المسلم
منذالبــــراء
منذمحسن على
منذابن الاسلام المصري
منذفاطمة
منذفاطمة
منذ