مع القرآن - {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
نقض العهود مع الله ومع المؤمنين هي ديدن الكافرين والمنافقين عبر التاريخ، أظهرهم وأوضحهم اليهود، وأخفاهم وأخبثم المنافقين الذين ينخرون في جسد الأمة من الداخل، والسبب واحد: رفض الشرع!
نقض العهود مع الله ومع المؤمنين هي ديدن الكافرين والمنافقين عبر التاريخ.
أظهرهم وأوضحهم اليهود، وأخفاهم وأخبثم المنافقين الذين ينخرون في جسد الأمة من الداخل.
والسبب واحد: رفض الشرع!
بغض التكاليف والأوامر والنواهي الإلهية، اتباع الهوى والشهوة، وعبادتهم من دون الله..
بيع الآخرة والإخلاد إلى الدنيا استعجالاً وقلة عقل.
قال تعالى:
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ . أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة:99-100].
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} تحصل بها الهداية لمن استهدى، وإقامة الحجة على من عاند، وهي في الوضوح والدلالة على الحق، قد بلغت مبلغًا عظيمًا، ووصلت إلى حالة لا يمتنع من قبولها إلا من فسق عن أمر الله، وخرج عن طاعة الله، واستكبر غاية التكبر.
{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، وهذا فيه التعجيب من كثرة معاهداتهم، وعدم صبرهم على الوفاء بها، فـ{كُلَّمَا} تفيد التكرار، فكلما وجد العهد ترتب عليه النقض، ما السبب في ذلك؟
السبب أن أكثرهم لا يؤمنون، فعدم إيمانهم هو الذي أوجب لهم نقض العهود، ولو صدق إيمانهم لكانوا مثل من قال الله فيهم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب من الآية:23]".
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: