(42) العلم قبل الطريق (11)
مدحت القصراوي
مهما تغيرت على العبد من أحوال وعلاقات تعيّن عليه ووجب طلب علم ما أمر الله تعالى فيها؛ فهو واجب عين، وقد قال عمر بن عبد العزيز: "من عبد الله بجهل أفسد أكثر مما يصلح".
- التصنيفات: محاسن الأخلاق -
العلم فرض العين فيما يجب على العبد.
وأخيرًا ننبه من يعبد الله تعالى ويسلك إليه السبيل أنه يجب عليه تعلم ما يتعين عليه فعله، فالصلاة والصيام فروض عين يجب تعلم أحكامهما، ومن ملك المال وجب طلب علم الزكاة في نوع ماله، ومن ملك الزاد والراحلة -طريقة السفر- وجب عليه طلب علم الحج والعمرة ليقوم بما أمر الله تعالى على الوجه المشروع.
من له أبوان أحياء فليطلب علم الواجب من برهما، ومن له رحم يطلب علم حقوقهم وما يجب عليه نحوهم..
من رزقه الله بزوجة بحث عن علم حقها وحقه، لئلا يحاسب على التفريط، ومن له ولد طلب علم ما يجب عليه نحوهم وما شرع الله تعالى لهم من الحقوق عليه قبل أن يطلب برّهم، من له جار فليتعلم حق جاره، ومن يعمل أجيرًا أو موظفًا أو كان هو صاحب مال، فليطلب علم حق مؤجره أو أجيره..
لك قلب وجوارح، وقد أوجب تعالى على القلوب والجوارح واجبات وحرم عليها أفعالا وأقوالاً وإرادات وخبيئات: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء من الآية:36]، ومن الخير للعبد أن يعلم ما أوجب ربه مما حرم، قبل أن يذهب إلى قبره فيجد هناك ميزانًا يحاسب به، وهو ما شرع الله تعالى وأهمله العبد، فيندم ولا ينفع عندئذ.
فمهما تغيرت على العبد من أحوال وعلاقات تعيّن عليه ووجب طلب علم ما أمر الله تعالى فيها؛ فهو واجب عين، وقد قال عمر بن عبد العزيز: "من عبد الله بجهل أفسد أكثر مما يصلح".
بهذا نكون قد نبهنا على رؤوس المسائل، وخطوط عريضة تليق بهذه السسلسة..
علّمنا الله وإياكم، وبلغنا المنزل أمناء أوفياء، ميسَرين محمولين بقوته وحلمه وستره وعفوه..
اللهم آمين.
يتبع إن شاء الله تعالى..