الصحافة العلمانية في المغرب
إبراهيم بيدون
إلى من ستوجه صحافة (المارينز) عدساتها وأقلامها ومنابرها في المرة القادمة؟ وأي كذبة وإشاعة وافتراء سيلهمهم الشيطان؟ وبأي وجه أو ذرة حياء يتعاملون مع هذه الملفات؟
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
الصحافة العلمانية في المغرب بين ادعاء الزواج العرفي لأحمد منصور، وزواج ياكوش بين عصيد ومزان..!
تابع الجميع في المغرب أواخر العام الماضي فضيحة مدوية للعلماني المتطرف (أحمد عصيد)، يوم أن نشرت رفيقته (مليكة مزان) صورة لورقة -وثيقة زواج- موقع عليها من طرفه يشهد فيها على نفسه أنه تزوج بها ليستحل جسدها دون قيد أو شرط تحت رعاية الإله (ياكوش)، وهي الخطوة التي تلت عددًا من تصريحات مزان وكتاباتها التي ادعت فيها أن علاقة -بكل صورها وأشكالها- تجمع بينها وبين عصيد.
بل وتلت تلك الخطوة تصريحات لمزان أكثر وضوحًا في استمتاعهما ببعضهما، بعد أن لمحت في أول الأمر بغير تصريح أنها وهبت جسدها لمناضل علماني في (القضية الأمازيغية المعلمنة) حتى تشجعه على مساره ونضاله؛ وختمت خرجاتها، بنشرها لمقطع فيديو يظهر فيه عصيد وهو يضع على عاتقه (منشفة) وهو شبه عاري، ويجلس أمام مائدة أكل في إشارة اعتبرها الكثير أنها توثق للحظة حميمية بين الطرفين.
في كل هذه المعركة التي خاضتها مزان ضد حبيب قلبها الذي وصل نضاله معها بعد أن ضحت بزواجها وأبنائها من أجله، أن ضربها -صفعها- يوم أن خالفت رأيه في نشر بعض إنتاجها؛ صمتت الصحافة العلمانية الحاقدة المغرضة على المتدينين والحاملة لمشروع مواجهة مشاريع (أسلمة المجتمع، والإسلام السياسي) على حدّ زعمها، ولم نسمع لها ركزًا ولا للجمعيات الحقوقية التي تتاجر بحقوق وقضايا المرأة المغربية، والتي همّها الأكبر الترويج للقيم المادية الفاسدة المنتمية للمنظومة القيمية الغربية اللادينية.
قلنا صمتت تلك المنابر العلمانية التي لم تسكت وهيجت أصحاب القرار يوم سُرب خبر مفاده أن الوزير السابق الحبيب الشوباني خطب الوزيرة السابقة سمية بنخلدون للزواج بها كزوجة ثانية، وأشعلتها حربًا باستدعاء (أبواق المارينز) و(منظومة الحقوق الكونية اللادينية) للهجوم على مشروع الزواج هذا، لأنه يدخل في خانة التعدد الممنوع الذي لا تقبله حريتهم وتحررهم؛ فالمقبول عندهم هو تعدد الخليلات والعشيقات، ولذلك أشادوا بأخبار علاقة الحب بين الوزيرين قبل أن يتبين أنهما يريدان تطبيق شرع الله بالزواج، لا تطبيق شرع (ياكوش) باستحلال الخيانة الزوجية والتطبيع مع تعدد الخليلات.
ففي الوقت الذي اعتبرت مثلا (الأحداث) نشر فضيحة (عصيد ومزان) فعلاً: "شبيها بتلصص جماعي على علاقة بين اثنين كان يفترض لو توفر شرط العقل لواحد منهما أن لا يطلع عليها أحد" (عدد:5471)؛ نعيش اليوم ضجة إعلامية علمانية جديدة من طرف (الأحداث) وباقي باقة إعلام (المارينز) على إعلامي الجزيرة المصري أحمد منصور والادعاء بأنه تزوج عرفيا بمغربية، وتولى كبر هذه الضجة التي ضخمت بعدد كبير من الأكاذيب والمغالطات، واتهم فيها عبد العلي حامي الدين وأنه لعب دور الوسيط في هذا الزواج، جريدتا الصباح والأحداث ومن يجري في مجراهما من حثالة الإعلام (الخبزاوي) المسترزق بذمم وأعراض الناس، ومصائر المستضعفين والمتدينين.
الأمر لم يقف عند (أحمد منصور) الخارج من قضية اعتقاله في ألمانيا، بطلب من نظام انقلاب مصر منتصرًا ومنتشيًا بما حققه من تضامن عالمي كبير، ما يدفع للشك أن القضية فيها استهداف واضح لفكر الحزب الحاكم في المغرب خصوصًا، مع استهداف قياديه حامي الدين، بل وصل إلى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور (يوسف القرضاوي) الذي نشرت عنه يومية (الأحداث) فيديو تدعي أنه عرسه بمغربية وبوساطة ومباركة لحزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، والذي تبين بعد فضح الجريدة أن الأمر يتعلق بحفل تكريم للدكتور (القرضاوي) أقامته شبيبة العدالة والتنمية سنة 2006 بمدينة مكناس.
فإلى من ستوجه صحافة (المارينز) عدساتها وأقلامها ومنابرها في المرة القادمة؟
وأي كذبة وإشاعة وافتراء سيلهمهم الشيطان؟
وبأي وجه أو ذرة حياء يتعاملون مع هذه الملفات؟
العتب ليس عليهم فهم مدانون مهنيًا وأخلاقيًا، ولكن العتب على القراء المستغفلين، والذين لا نحب أن يكون حالهم كحال فرعون مع قومه، لما قال جل من قائل: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ} [الزخرف من الآية:54].