إخواننا النازحون هم منا ولا فرق
إياد قنيبي
من المؤلم أن نرى في بلاد المسلمين، ومنها الأردن، تضجر البعض من إخوانهم النازحين من سوريا، على اعتبار أنهم زاحموهم على "أرضهم" وأخذوا فرص "عملهم"!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - محاسن الأخلاق - مساوئ الأخلاق - الحث على الطاعات -
من المؤلم أن نرى في بلاد المسلمين، ومنها الأردن، تضجر البعض من إخوانهم النازحين من سوريا، على اعتبار أنهم زاحموهم على "أرضهم" وأخذوا فرص "عملهم"!
كم جلسنا أمام الشاشات نبكي على حال إخواننا وأخواتنا كم لُمنا أنفسنا على عدم نصرتهم. كم استنكرنا الظروف السيئة التي يوضعون فيها مثل مخيم الزعتري..
أَوَلَمَّا ساق الله إلينا فرصة مواساتهم وتخفيف معاناتهم, مللنا وقست قلوبنا سريعا بهذا الشكل؟
بدل أن نستغل هذه الفرصة بإكرامهم والإحسان إليهم عسى الله أن يخفف عنا إثم خذلانهم..عسى الله ألا يبتلينا بمثل ما ابتلاهم به.
تعذرنا بالمعاذير عن الجهاد ونصرتهم بالنفس والمال والكلمة.. فهل أقل من أن نواسيهم ونرحم أراملهم ونمسح رؤوس أيتامهم؟! خاصة ونحن نرى بلاءهم في الأراضي التي تشتتوا فيها مثل لبنان.
ألا نخشى أن يحل بنا عذاب من الله على ذنوبنا فلا نجد من يصبر علينا؟ وكما تدين تدان.
هل أثرت فينا الحدود الوهمية التي رسمها عدونا بيننا؟ أين نحن من قوله تعالى: {وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} [المؤمنون من الآية:52]؟
أين نحن من قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «صحيح مسلم؛ برقم: [2564]).
» (ما أحوجنا إلى تدبر قوله تعالى في الأنصار: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر من الآية:9].
لم يجد الأنصار في أنفسهم حسدًا ولا غيظًا حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم فيء بني النضير بين المهاجرين دون الأنصار مراعاة لحالهم.
أيُعقل أن يجد إخواننا وأخواتنا المعاملة الحسنة من "المنصرين" ويجدوا من إخوتهم في الدين عبوسًا وتبرمًا؟!
بإحساننا لإخواننا فإنا نحسن لأنفسنا، ونستنزل رحمة ربنا، وندخر عنده سبحانه معروفًا عساه يؤخر العذاب عن هذا البلد الذي كثر خبثه. وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، والراحمون يرحمهم الرحمن.