هكذا يفعلون بتاريخنا
مناهج مدرسية تدرس تاريخ الآشوريين والفراعنة والكنعانيين والآراميين والبابليين والإغريقيين ثم أوروبا في العصور الوسطى والحديثة، أما الجانب المشرق من التاريخ الإسلامي فلا داعي لدراسته! بل ويدرس الطلاب أسماء مؤلفات الملاحدة أو المطعون فيهم كإخوان الصفا وابن سينا وابن رشد، ويعرض التاريخ الإسلامي بطريقة مملة بحيث ينفر الطالب من عبارة "تاريخ إسلامي"!
أدرك أعداء الإسلام أن الجيل المسلم يحب أن يكون له جذور يعتز بها ويحن إلى أمجادها، لذا، لم يكتفوا بتشويه القدوات المعاصرة، بل عادوا إلى التاريخ فتعاملوا معه بـ: [1] الحرق، [2] التجهيل، [3] التشويه؛ حرق المكتبات، وتجهيل النشء بالماضي، وتشويه ما يعرفونه عنه.
[1] الحرق:
ملفت للنظر أن أعداء الإسلام يكادون لا يجتاحون بلداً من بلاد المسلمين إلا ويعمدون إلى مكتباتها ليحرقوها. أحرقوا وأغرقوا مكتبات بغداد وقرطبة وغرناطة وأشبيلية طليطلة وبلنسية وسرقسطة وطرابلس لبنان والقدس وعسقلان وغزة وغيرها.
قبل عامين ونصف، السبت 17 كانون الأول 2011م، أُحرق المجمع العلمي المصري، والذي كان قد أنشئ عام 1798م، وشوهد البلطجية يقذفون الناس بالحجارة من على سطح المجمع، وتركت مائتا ألف مخطوطة وكتاب تحترق دون تدخل.
وقبل عام عندما سيطرت جماعة "أنصار الدين" على مالي وأقامت بها الشريعة وحظيت بتأييد السكان ومحبتهم هاجمت 13 دولة أوروبية بقيادة فرنسا مالي المسلمة، وكان أول ما فعلته إحراق مكتبة تمبكتو العريقة في كانون الثاني 2013م.
يحرقون كتبنا ثم يكتبون تاريخنا بأنفسهم. فهل يليق بنا بعد ذلك أن نعرض عما تبقى من مؤلفات علمائنا ومؤرخينا؟!
[2] التجهيل:
مراكز التخطيط الاستراتيجية الغربية تنص على هذه الوسيلة كأداة فعالة لحرب ما يسمونه بالتطرف الإسلامي، مثلا مركز راند في دراسته (إسلام مدني ديمقراطي) ص [11] أوصى بإجراءات في التعامل مع النشء المسلم منها:
(Facilitate and encourage an awareness of their pre and non-Islamic history and culture in the media and curricula of relevant countries)، أي: (تسهيل وتشجيع تعرف الجيل الجديد على تاريخ ما قبل الفترة الإسلامية وتاريخ الحضارات غير الإسلامية من خلال وسائل الإعلام ومناهج التعليم).
مناهج مدرسية تدرس تاريخ الآشوريين والفراعنة والكنعانيين والآراميين والبابليين والإغريقيين ثم أوروبا في العصور الوسطى والحديثة، أما الجانب المشرق من التاريخ الإسلامي فلا داعي لدراسته! بل ويدرس الطلاب أسماء مؤلفات الملاحدة أو المطعون فيهم كإخوان الصفا وابن سينا وابن رشد، ويعرض التاريخ الإسلامي بطريقة مملة بحيث ينفر الطالب من عبارة "تاريخ إسلامي"!
وعندما يسجل الطلاب في الجامعات مادة (تاريخ الحضارة الإسلامية) مثلاً إذا بهم يفاجأون بالتركيز على الناحية العمرانية بطريقة مملة تختزل تاريخنا في الزخارف والجدران!
[3] التشويه:
القليل الذي نعرفه عن تاريخنا، لا بد أن يشوه! ويأتي ضمن حملة التشويه هذه المسلسلات مثل (حريم السلطان)، والهدف أن يشعر الجيل الجديد أنه بلا جذور ولا تاريخ، متطفل على البشرية، يجد نفسه في أن يقلد السقط ممن يبرزهم الإعلام.
- التصنيف:
- المصدر: