حوار وارتداد

زينب عبد العزيز

بينما كنت أطالع موضوعا، صادفنى به رابط لموضوع آخر، ففتحته لأرى صلته بما كنت أقرأ، وكم كانت صدمتى حين رأيت مدى الكراهية التى تم غرسها فى نفوس القراء فى فرنسا، ظلما وبسوء نية متعمدة. فلقد تم غرسها حتى باتت تمثل جزءا لا يتجزأ من الحامض النووى لتلك المواقع المعادية للإسلام وقرائها. مواقع تخضع مباشرة للفاتيكان ولا تكف عن شحن النفوس لغرس تلك الكراهية فى قلب قرائها.

  • التصنيفات: التصنيف العام -

بينما كنت أطالع موضوعا، صادفنى به رابط لموضوع آخر، ففتحته لأرى صلته بما كنت أقرأ، وكم كانت صدمتى حين رأيت مدى الكراهية التى تم غرسها فى نفوس القراء فى فرنسا، ظلما وبسوء نية متعمدة. فلقد تم غرسها حتى باتت تمثل جزءا لا يتجزأ من الحامض النووى لتلك المواقع المعادية للإسلام وقرائها. مواقع تخضع مباشرة للفاتيكان ولا تكف عن شحن النفوس لغرس تلك الكراهية فى قلب قرائها.

وجدت أن الموضوع يتعلق بعريضة موجهة للكاردينال فانتروَا في فرنسا والمسئول عن الحوار الإسلامى ـ المسيحى. والرسالة التى وردت في ذلك الرابط أرسلها شخص دون كتابة اسمه لكنه أضاف تعليقه عليها مباشرة باللون الأخضر. وهي رسالة تكشف عن مدى عمق ما يتجرعه الأتباع من كراهية ضد الإسلام. إنها عملية شيطنة حقيقية، متعمدة بإصرار، حتى وإن كانت قد بدأت منذ بدأ إنتشار الإسلام، إلا أنها قد أخذت منحنى متزايد الانطلاق منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. شيطنة نجحت فى وضع الإسلام بعنف تحت عاصفة لا رحمة فيها من الهجوم المزدوج من داخله ومن خارجه.
العريضة بتاريخ 28.7.2013، أي منذ ثلاث سنوات إلا بضعة أيام، ومعها 133 تعليقا مخجلا مثيرا من كم العداء الذى فيها ضد الإسلام، وتطالب باقتلاعه بناء على طلب مجمع الفاتيكان الثاني. وتتزايد حدتها لدرجة تؤدي إلى اتخاذ بعض المسئولين الفرنسيين إجراءات عدائية ضد الإسلام والمسلمين.

وفيما يلى ما أدى إليه الرابط الذى فتحته : 
"لنَقُم بتعديل الحوار الإسلامى ـ المسيحى"
مرسل بتاريخ 28.7.2012 
إننى أشارككم الرسالة التي تلقيتها من موقع "ريبوست كاثوليك" (Riposte Catholique) ومعها تعليقاتي باللون الخضر:
أن كان هناك ثمة حدث هام اليوم في فرنسا فهو تطور الإسلام. [ففى عام 2007 كان المحمديون لا يمثلون سوى 3 % القومى وفقا لدراسة قام بها المعهد الفرنسي للرأي العام (IFOP) (راجع مجلة الحياة رقم 3209 بتاريخ أول مارس 2007). ونفس هذا المعهد يؤكد أن هؤلاء يمثلون 5,8 % من التعداد سنة 2009. والتزايد السريع للمحمديين ناجم أساسا عن الهجرة المتزايدة لأشخاص قادمون من بلدان ذات ثقافة محمدية وكذلك عن خصوبة العائلات الناجمة عن هذه الهجرة. ويمكن أن نقدر تعداد المحمديون سنة 2012 بأنه قد تزايد بصورة خطرة حتى بات يمثل 10 % من تعداد بلدنا ذي التراث الكاثوليكى].
وحيال هذا الواقع الأساسى، تقف الكنيسة خائفة، على الأقل في موقفها الأكثر وضوحا. إن كل شيء يتم وكأنه لا يجب علينا تنصير كافة المسلمين ! 
يوجد داخل مؤتمر أساقفة فرنسا قسم يدعى "خدمات العلاقة مع الإسلام" [مع العلم أنه يمكننا الحوار مع المسلمين لكن بكل تأكيد ليس مع الإسلام]. إلا أن هذا القسم لا يقوم بأى شيء لتنصير المسلمين. [وسأذهب إلى أبعد من ذلك : قسم العلاقات مع الإسلام يشجع المحمديون على ممارستهم ذلك الدين الزائف ولا أطلب منكم أن تصدقوننى، بل إقرأوا الرسالة المعنونة "رمضان كريم 2012" التي أرسلها ذلك القسم على موقع مؤتمر أساقفة فرنسا. فمن المقبول أن نبدو مرحبين بالأعمال الطيبة التى يقومون بها كالصدقة التى يؤديها المحمديون خلال ذلك الشهر من تقويمهم. لكنه من غير المقبول أن نتمنى لهم عيدا سعيدا حينما ندرك أن ذلك العيد يشير إلى ذكرى نزول القرآن من الله على الأرض. وهو ما لم يحدث مطلقا وإن ذلك الاحتمال يهين الله].
والأدهى من ذلك : أن المسلمين الذين رغم العديد من الصعاب، يطلبون التعميد من الكنيسة، فإن الكنيسة تعاملهم كمرتزقة فى الكنيسة ! فلا بد من سرعة التصرف !
لا بد من تغيير كل شئ رأسا على عقب فيما يتعلق بمبدأ الحوار الإسلامى ـ المسيحى فى فرنسا.

لذلك سارعوا بالتوقيع على هذه العريضة (Supplique) التى علينا أن نوجهها إلى الكاردينال فانتروَا وإلى رفاقه فى الأسقفية، وهذا رابطها :  link
 
والأمر فى غاية البساطة : يكفيكم كتابة عنوانكم الإلكترونى بآخر هذه العريضة. لا بد وأن يكون عددنا بالآلاف لكى تقوم كنيسة فرنسا بتولى الأمر التبشيرى بحزم مبدأيا، وهو : الإعلان عن يسوع المسيح لملايين المسلمين المقيمين على أرض فرنسا ! [إن الحوار مع الديانات الأخرى كالإسلام، لا جدوى منه إن لم يكن يهدف إلى تنصير الكفرة (أى الذين لا يؤمنون)].
شكرا لتعاونكم ومساندتكم وصلواتكم.
فريق عمل ريبوست كاثوليك
من المهم أن تضاعف الضغوط على مؤتمر أساقفة فرنسا (CEF) وخاصة على قسم العلاقات مع الإسلام (SRI) حتى تبدأ أخيرا عملية تنصير وتحوّل المحمديون على المستوى الوطنى بكله ! 

ومن هذه الوسائل الكتابة إلى كل من (CEF) وإلى (SRI). لا تترددوا فى الإتصال بهما للتعريف بخيبة أملكم ولتفعيل النقاط الأربع التالية :
* ضرورة تغيير مسمى "قسم العلاقات مع الإسلام" وجعله "قسم العلاقات مع المسلمين". 
* ضرورة تطوير المفهوم الوطنى للتبشير الجديد الذى طالب به البابا السابق بنديكت 16.
* زيادة التعبير عن الإحترام والترحيب وحماية كرامة المحمديين القدامى الذين تحولوا إلى الكاثوليكية.
* تفعيل حماية المسيحيين فى الأراضى المحمدية.
لنصلى إلى الله أن يرشد كافة المحمديين فى بحثهم عن الحقيقة وتوجيههم إلى الكنيسة وأن يرشدنا أخيرا حتى نصبح على قدر مهمتنا فى التنصير !

سأكتفى بالإشارة إلى جملتين كاشفتين فى هذا النص الفاضح البغيض : 
* إن كل شئ يتم وكأنه لا يجب علينا تنصير كافة المسلمين وإدخالهم المسيحية".
* من المهم أن نضاعف الضغوط على مؤتمر اساقفة فرنسا (CEF) وخاصة مع قسم العلاقات مع الإسلام (SRI) حتى تبدأ أخيرا عملية تنصير وتحوّل المحمديين على المستوى الوطنى" !
ويا للخجل، حقا يا للخجل أن نرى ذلك الإصرار الذى يحاولون به إقتلاع المسلمين من إيمانهم ! ليت كل الذين يخططون لتلك الكراهية وتزايدها إعادة النظر فى تصرفاتهم تلك، التى ليست بعيدة عن أى منطق آدمى فحسب وإنما ستقود إلى حروب أهلية لم يعد أى شخص على مستوى تحمل خسائرها.
والأمر ـ كالمعتاد ـ مرفوع إلى كافة المسئولين فى المجال الإسلامى، علهم يتداركون الأمر بدلا من الهرولة للتعبير عن الطاعة والإحترام فى كل لقاءاتهم مع الفاتيكان.