لماذا ننطق ونجهر؟
وفي مقابل نُصرة الحقّ، والقيام معه بالمُستطاع لن تعدَم حربًا أو أذًى، أو سبًّا أو اتهامًا! فدَعْ أذاهم، وتوكّل على الله، واصْدع بما تُؤمَر.
لماذا ننطق ونجهر، ونكتب ونُبيّن، ونُقرّر ونُؤصّل؟!
قال القاضي عياض رحمه الله:
"وذهَب مُعظم الصحابة والتابعين إلى نَصر الحق فى فتن المسلمين، والقيام معه كما أمر الله.
قالوا: ولو أبيح الكفُّ فى كل فتنة ولزوم البيوت لم يَقم لله حقٌّ، ولا أُبطل باطل! ولوَجد أهلُ البغي والاستطالة السبيل" (انظر: إكمال المُعلِم).
قلتُ:
وفي مقابل نُصرة الحقّ، والقيام معه بالمُستطاع لن تعدَم حربًا أو أذًى، أو سبًّا أو اتهامًا! فدَعْ أذاهم، وتوكّل على الله، واصْدع بما تُؤمَر وليَكن شعارك كما كان يُردّد الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: "فما عَبأتُ يومًا ما بما يُقال عَنّي، ولكنِّي قلتُ ما يجبُ أن أقول" (انظر: كلمة الحق).
فبلّغ رسالات الله واخْشَه، ولا تخشَ أحدًا إلا الله، والله يعصمك من الناس، فإن صدّوك، وأصرّوا، واستكبروا استكبارًا، ولم يستجيبوا لك فلا تحزن عليهم، ولا تبتئس بما يعملون، فلستَ عليهم بمسيطر..
وقد أقمتَ حُجَّة الله في أرضه على خَلقه، كي لا يكون لأحدٍ حُجَّة، ولا يبقى لأحد عُذر: {وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} [المائدة من الآية:41].
- التصنيف: