سنة العراق والخطر القادم إلى الخليج
إن المكون السني يقف اليوم وحيدا أعزلا من أي قوة تحمي جانبه وتقاتل من أجل مصيره، يقف يائساً لا حول له ولا قوة وهو يشاهد الاخطبوط الايراني يبتلعه شيئا فشيئا ابتداءاً من النخيب ومرورا بجنوب الفلوجة وشمال الانبار في حدور قضاء الكرمة التابع للانبار مع بغداد.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
إن المكون السني يقف اليوم وحيدا أعزلا من أي قوة تحمي جانبه وتقاتل من أجل مصيره، يقف يائساً لا حول له ولا قوة وهو يشاهد الاخطبوط الايراني يبتلعه شيئا فشيئا ابتداءاً من النخيب ومرورا بجنوب الفلوجة وشمال الانبار في حدور قضاء الكرمة التابع للانبار مع بغداد.
ووجد الشيعة في قتال "داعش" مبررا لشرعنة عصابات ومليشيات ما يسمى بالحشد الشعبي وهو الجيش العقائدي الذي أسسته مرجعية النجف ليحقق أهدافهم في المناطق السنية، ويعلم المجتمع الدولي قبل العراقي بإجرام هذه المليشيات وتطرفها الفكري وولاءها المطلق المعلن للأجندة الإيرانية تحت يافطة رسمية " الحشد الشعبي " لتأخذ مكان الجيش النظامي الذي سيحل مع مرور الزمن.
واضمحلال المؤسسة العسكرية المريضة أصلا يعني تسليم الملف الأمني لمناطق السنة للمليشيات الشيعة والقوى الموجودة التي شرعنة وجودها واقعاً لتقتل وتذبح دون محاسبة أحد. ولا تظهر على حكومة العبادي أي مؤشرات لإرادة إصلاح ما أفسده المالكي قبله ولا يبدو في الأفق أي أمل في إصلاح سياسي وطني بل وتخلى عن جميع التزاماته أمام البرلمان وتخلى عن وعوده بحقوق أهل السنة التي بموجبها تشكلت حكومته ويبدو أنه عاجز عن أي شكل من أشكال الاصلاح السياسي الذي وعد به فور تسلمه منصب رئيس الحكومة العراقية.
وبالمقابل فالسياسي السني الذي تصدر عن المكون السني ضعيف أعزل وبين خيارين، إما أن يخضع للسيطرة الإيرانية أو سيكون مصيره إذا حاول الوقوف بوجهها الإبعاد أو الملاحقة أو الاعتقال أو حتى القتل.
والقيادات السنية بكل أشكالها السياسية والعشائرية والدينية والعسكرية عاجزة بشكل تام عن فعل أي شيء لرفع الضيم عن أهلهم.
حتى أضحى أهل السنة وهم أسرى لتنظيم لطالما ظنوا سابقا أنهم تخلصوا منه بعد أن طاردوه إلى الصحراء، ليعود لهم هذه المرة بقوة حاملا حقده وغله وهذه المرة أقوى من سابقتها بالتنكيل والتخريب لممتلكات أهلهم، وكل ما جناه السنة من داعش هو التهجير والقتل وتحطيم البنية التحتية وتفخيخ مناطق السنة بالتطرف الفكري الذي تنتهجه وعلى مناطق السنة فقط وإلصاق تهمة الإرهاب عليهم.
فأصبح المكون السني بين خيارين لا ثالث لهما أحلاهما مر، إما أن ينضموا مكرهين تحت هذه الراية السوداء المهلكة "داعش" لرد خطر الريح الصفراء القادمة من المشرق إيران، أو أنهم يدخلوا في بوتقة المليشيات المتطرفة والتي لا تقل سوءا عن "داعش" والتي تحمل قضية معادية تماما لقضيتهم، لذلك تجد جمهور السنة نازحين مهجرين مبعدين خارج المعركة التي تدور رحاها على أرضهم.
ويستمر تفخيخ العقول السنية بأفكار التطرف الداعشي والتطرف الإيراني وهذا يعني سينشأ جيلا كاملا متطرف من المجتمع ومفخخ بانحرافات فكرية سيصعب تفكيكه إذا تراكم مع الزمن وسيعني تحويلهم إلى مسوخ إرهابية بنظر المجتمع الدولي، وستضيع حقوقهم حتى على المستوى الدولي بجريرة هذه الأفكار المتطرفة.
لا وجود لأي دور حقيقي لقوى تتصدر عن المكون السني وتحمل همه وتنافح عن حقوق هذا المكون بل هم عاجزون عن إعادة تحرير مناطقهم، فمناطقهم أما أسيرة لــ"داعش" أو أسيرة لمليشيات إيران ونفوذها المتمثل بالحشد الشعبي.
لا دور حقيقي فعال للدول الإقليمية المناهضة لإيران في رقعة الشطرنج العراقية، فرغم الدعم لسنة الشام واليمن، نجدها تخلت بشكل تام وعجيب عن سنة العراق! ولأن العراق صار مقسما مفككا تجد العمق الإيراني قد طغى عن العمق العربي والتركي السني وصار متسيدا في المشهد العراقي ليترك سنة العراق يواجهون موتا بطيئا، وصارت وقع سمع أخبار الإعدامات اليومي بشباب السنة خبرا عاديا عند المكون السني ولم يعد يكترث لهذه الأخبار حتى لو كان بالألوف لتكرارها ولمعرفتهم أنه لا ينفع مع هذه دولة العصابات لا مناشدات ولا استنكار.
على أهل الخليج والدول المجاورة للعراق أن يعلموا أنهم في خطر، فلينصروا أنفسهم بنصرة إخوتهم سنة العراق لأنه كان وما يزال قاعدة إيران لنشر مشروعها السام، حتى لا يقولوا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض!! ولسان حالة سنة العراق "أما آن الأوان لعاصفة الحزم لتتجه نحو العراق وتمسح دموع ما تبقى من ثكالى أهل السنة على ارض السواد؟؟".
فيا أهل الخليج استدركوا أمركم وراجعوا حساباتكم مع إخوانكم أهل السنة في العراق وإلا فالإخطبوط الإيراني على حدودكم مع العراق.
عبد العزيز الظاهر