لا تزغ عن قتل الوزغ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَتَلَ وَزَغًا فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ كُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ.
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدّر فهدى، والصلاة والسلام على إمام الهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فإن الله تعالى خلق ما ينفع وما يضر، وما فيه الخير وما يكون به الشر، حكمة بالغة، وهو الحكيم الخبير، ولا يخفى ما في خلق الأزواج المتناقضة والمتباينة من بيان قدرته الباهرة، وحكمته الظاهرة، وحجته القاهرة.
ومن المخلوقات العجيبة التي أمر الشارع الحكيم بقتلها والتخلص منها؛ الوزغ!
هذا المخلوق الذي تشمئز منه النفوس، وتتقلب به الأكباد، وتضيق برؤيته القلوب، ولذلك رتّب الشارع من الأجور العظيمة والحسنات الكريمة ما تتطلع إليه نفوس الصادقين، وتشرئب إليه أعناق المخلصين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صحيح مسلم؛ برقم: [2240]، وأبو داود؛ برقم: [5263]، والترمذي؛ برقم: [1482]).
» (أما قدر تلك الحسنات، فتجليه لنا رواية الصحيح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» (صحيح مسلم؛ برقم: [2240]).وعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه قال: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا" (صحيح مسلم؛ برقم: [2238]).
أما السبب في هذا الأجر وذلك الثواب في قتل الوزغ، فلأنها مجرمة خبيثة، لانت للكفار، وجارت على الأبرار، وشاركت في إيذاء الصالحين من عباد الله المؤمنين، فكان الجزاء لها بسوء عملها، فعن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة، أنها دخلت على عائشة رضي الله عنها فرأت في بيتها رُمحًا موضوعًا، فقالت: يا أم المؤمنين! ما تصنعين بهذا؟! قالت: "أقتلُ به الأوزاغَ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا: « »، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ" (رواه النسائي؛ برقم: [2831]، وابن ماجة؛ برقم: [3231]).
فتأمل هذه العقوبة الفظيعة لهذه الوزغة النتنة لأنها شاركت في إيذاء الصالحين، وتعرضت بالسوء للصادقين، وتحالفت مع الكفار والمشركين في تقديم العون لهم على المسلمين، والمشاركة في سوئهم ومساءتهم بالمؤمنين، فكم في الناس اليوم من وزغ بشري حقير يستحقون الضرب بالنعال على رؤوسهم حتى تندق أعناقهم وتزهق أرواحهم؟!
- التصنيف:
- المصدر: