لا تبكي يا شيخنا

منذ 2015-08-03

وجدت يدًا حانية من شاب في سن ابني يربت على كتفي في حنان ويقول: "صبرًا يا شيخنا لا تبكي فالأيام تدور ولا تتوقف، ونحن نستمد منكم العزة والصبر، والنصر قادم بفضل الله، فصبر جميل".

كنت أسير في شوارع القاهرة اليوم وتذكرت فرعون وهامان وقارون عندما كانوا يخرجون في زينتهم على الشعب المستعبد الذليل.

وجدت أعلام مصر تتدلى من عمارات معينة تقول هنا المنافقون!
وجدت كثيرًا من الأشياء التي آلمتني نفسيًا وجعلتني أشعر بأن مصر عادت إلى الخلف آلاف السنين؛ لتعيش نفس المشاهد ونفس التعبيرات.

وتجلى أمامي صور الشهداء الذين احترقوا غيلة وقهرًا في رابعة والنهضة.
وتذكرت عشرات الألوف من علماء مصر القابعين خلف أسوار السجون، وعشرات الألوف من أسرهم المكلومة التي لم تعد تشعر بأي بهجة للحياة إلا المرارة والعذاب.

وتذكرت عشرات الآلاف من خيرة الشباب الذين اضطروا للنزوح والنفي الإجباري خارج مصر الحبيبة، بعيدًا عن البطش والقهر.

وشعرت فجأة بسخونة الدموع التي تفر من عيناي الكليلتان من كثرة البكاء. 
وجدت يدًا حانية من شاب في سن ابني يربت على كتفي في حنان ويقول: "صبرًا يا شيخنا لا تبكي فالأيام تدور ولا تتوقف، ونحن نستمد منكم العزة والصبر، والنصر قادم بفضل الله، فصبر جميل".

 

عبد المنعم درويش

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 771

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً