قناة السويس.. بين الحقيقة المُخفاة، وشيوخِه الغُلاة!
أبو فهر المسلم
وليتَ الأمر توقَّف عند خداع الظالم وجنوده وأعوانه، بل دخل مشايخ السلطان على الخطّ كالعادة؛ ليرَوا بعد هذه المآسي: أن القناة فتحٌ إسلامي.. وإنجازٌ مصري.. ورحمةٌ وتوفيقٌ إلهي!
- التصنيفات: الواقع المعاصر - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
بيقول لك:
قناة السويس.. رحمةٌ من ربّي!
والثاني: يُشبّهها بحفر الخندق!
والثالث: طبع لها كتابًا، واعتبرها فتحًا إسلاميًّا!
والرابع: جعلها بحر خيرات، لا يُدرَك ساحلُه!
والخامس.. والسادس.. إلخ!
يقولون هذا:
- مع اعتراف الحكومة المصرية بالسماح لإيران بإرسال السلاح الروسي لبشّار عبر قناة السويس، لقتل المسلمين العُزَّل، الذين لا ذنب لهم ولا جريرة إلا أنهم مسلمون سنيّون!
يقولون هذا:
- مع اتفاقية الخزي والعار (كامب ديفيد) والتي نصَّت على التمتع الكامل للسفن الإسرائيلية، والشحنات المتجهة من إسرائيل وإليها؛ بحق المرور الحر في قناة السويس ومداخلها!
مما ييسر وصول السلاح العالمي لليهود لقتل المسلمين المُحاصَرين، وإحكام القبضة على مسرَى نبينا الكريم!
يقولون هذا:
- ومشروع التفريعة الجديد للقناة سيُشدّد عُزلة سيناء وأهلها عن وادي النيل تمامًا، بل وفي المقابل سيُتيح فتح ممرات خطِرة في نفس المنطقة التي دخلَت منها إسرائيل لاحتلال سيناء، وبدلًا من كون إسرائيل كانت بحاجة إلى قطع ما يقرب من 250 كم للدخول في العمق السيناوي؛ الآن بعد عمل هذه التفريعة تحتاج إسرائيل 50 كم فقط لا غير، كل هذا دون حماية تُذكر من جيش الطاغوت، بل إن الجيش سينحصر وجوده في منطقة غرب القناة، وبالتالي: ستُشكّل التفريعة الجديدة؛ مانعًا مائيًّا ثانيًا، أمام الجيش حالة وجود احتلال!
يقولون هذا:
- ومشروع القناة في أصله قد خشي شُؤمَه؛ بعض من حكام مصر وكثير من ساساتها ومؤرّخيها، حتى اعترف عبد الرحمن الرافعي وهو مؤرّخ وطني؛ بأنه كان "مشروع شؤم" على مصر وأهلها، وأنه كان "أكبر غلطة وخطأ" في تاريخ المصريين!
وذلك لأنه حرم مصر من كثيرٍ من الأرباح والأرزاق، التي كانت تُدرّها التجارة الداخلية حين مرورها بوسط الدلتا بطريق النيل، أو السكك الحديدية!
وكذلك لخَوف كثرة الأطماع في مصر واحتلالها، والطمع في السيطرة على هذا الطريق الحيوي، وهذا ما حدث بالفعل منذ فتح القناة، وهي تحت الوصاية الأوروبية والنُّفوذ الصهيوأمريكي!
وراجعوا للاستزادة: كتاب (عصر إسماعيل) للرافعي.
فكيف يُفرَح إذًا بتفريعات الظلم، ومشاريعه التي لا تنتهي في القناة ومنطقة سيناء، والتي لا تزيد المصريين إلا دمارًا واحتلالًا؟!
وحتَّى لو جرَّت بعض الأرزاق ظاهرًا؛ فكيف يُغفَل عن جوانب الخطر من ورائها، والتي هي شؤمٌ صريح على البلد وأهلها، بل تعدَّى شؤمُها إلى الإضرار بالمسلمين هنا وهناك، ويسَّرت قتلهم، ونُصرة أعدائهم عليهم، والقضاء على شوكتهم، ومحاربة المجاهدين!
أيجوز والحالة هذه؛ المدح المُطلَق، والفرحُ العارم، والتباهي والتفاخر؟!
وليتَ الأمر توقَّف عند خداع الظالم وجنوده وأعوانه، بل دخل مشايخ السلطان على الخطّ كالعادة؛ ليرَوا بعد هذه المآسي: أن القناة فتحٌ إسلامي.. وإنجازٌ مصري.. ورحمةٌ وتوفيقٌ إلهي!
ألا قاتل اللهُ؛ الانبطاحَ والنفاق والتزلُّف والتملُّق!
وربنا الرحمن المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل!