انظر من يتبعك
أبو الهيثم محمد درويش
ذهب عنك كل من كنت عنهم تنافح في الدنيا.. ذهب المال.. ذهب الأولاد.. وتم توزيع التركات، ولم تبق إلا ذكريات ثم لم تلبث حتى الذكريات أن تهن ثم تنمحي!
- التصنيفات: الزهد والرقائق - الموت وما بعده -
روى البخاري، ومسلم عن أَنَس بْن مَالِكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (صحيح البخاري؛ برقم: [6514]، صحيح مسلم؛ برقم: [2960]).
سبحان الله..
ذهب عنك كل من كنت عنهم تنافح في الدنيا..
ذهب المال..
ذهب الأولاد..
وتم توزيع التركات..
ولم تبق إلا ذكريات ثم لم تلبث حتى الذكريات أن تهن ثم تنمحي!
زرت أنا وحبيب لي المقابر..فتهنا في طرقاتها لنصل لقبر بعض الأجداد..
دخلنا في طريق قديم..
كل مقابره متهالكة..
وجمت ثم سألت صاحبي: هل تعرف قبر من هذا؟
قال: لا.
هل تعرف هذه الأسماء؟
قال: لا.
ذهبوا وذهبت حتى ذكراهم!
ولم يبق لهم إلا اعمال عملوها إما لهم أو عليهم.
ومعنى الحديث: أن الرجل إذا مات تبعه إلى قبره ثلاثة: تبعه أهله، وهم أولاده وأقاربه وأهل صحبته ومعرفته، وتبعه ماله، كعبيده وإمائه ودابته، وتبعه عمله، وهو ما أسلفه من خير أو شر. فيرجع أهله وماله، ويبقى معه عمله.
(انظر: مرقاة المفاتيح: [8/3235]).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قَوْلُهُ «
» هَذَا يَقَعُ فِي الْأَغْلَبِ، وَرُبَّ مَيِّتٍ لَا يَتْبَعُهُ إِلَّا عَمَلُهُ فَقَطْ. وَالْمُرَادُ مَنْ يَتْبَعُ جِنَازَتَهُ مِنْ أَهْلِهِ وَرُفْقَتِهِ وَدَوَابِّهِ عَلَى مَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الْعَرَبِ، وَإِذَا انْقَضَى أَمْرُ الْحُزْنِ عَلَيْهِ رَجَعُوا، سَوَاءٌ أَقَامُوا بَعْدَ الدَّفْنِ أَمْ لَا. وَمَعْنَى بَقَاءِ عمله: أَنَّهُ يَدْخُلُ مَعَهُ الْقَبْرَ".