(46) قواعد في طلب العلم (4)
مدحت القصراوي
والرسوخ في العلم يغير شخصية الإنسان تغيرًا حقيقيًا وعميقًا، فبالعمل تترجم الرسالة إلى واقع وبها يُخرج الإنسان إخراجًا جديدًا
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
لما سبق ذكره فسر بعض التابعين قول الله عز وجل عن نبيه يعقوب عليه السلام {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} [يوسف:68] أنه لذو عمل بما علمناه، فمن يعمل بعلمه ثبت علمه بقلبه حتى يُكتب في قلبه.
بينما من لم يعمل بعلمه أثبت الله تعالى له العلم من جهة، ونفاه عنه من جهة أخرى مثل قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة:102]، فأثبت العلم في أول الآية ونفاه في آخرها بهذا الاعتبار، على بعض أقوال المفسرين.
ولذلك خاف يوسف عليه السلام أن يخالف عملُه علمه فقال: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف:33]، وقد عافاه الله تعالى وأجابه وآتاه النبوة والرسالة.
والرسوخ في العلم يغير شخصية الإنسان تغيرًا حقيقيًا وعميقًا، فبالعمل تترجم الرسالة إلى واقع وبها يُخرج الإنسان إخراجًا جديدًا {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} [الأنعام:122].
يتبع إن شاء الله تعالى.