كيف تنجو من عذاب القبر؟
عذاب القبر حقٌّ واقع، ليس له من دون الله دافع، وهو يقع على الروح والبدن معًا بكيفيةٍ لا يعلمها إلا الله تعالى، وبصورةٍ لا يمكن الإحاطة بها، فهي غيب محجوب عن الأنظار متواري عن الأبصار، يقع على من كتبه الله عليه من الكفار وبعض عصاة المسلين إلى ما شاء الله، وهو يقع عليهم سواء قُبِروا أم لم يُقبَروا، ولو أكلتهم السباع، أو مزقتهم الحيتان، أو تخطفتهم الطير، أو ذرتهم الرياح، أو أكلتهم النيران!
الحمد لله الذي خلق فصور، ثم أمات فأقبر، ثم إذا شاء أنشر، والصلاة والسلام على خير البشر، وأشهد أن لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
فعذاب القبر حقٌّ واقع، ليس له من دون الله دافع، وهو يقع على الروح والبدن معًا بكيفية لا يعلمها إلا الله تعالى، وبصورةٍ لا يمكن الإحاطة بها، فهي غيب محجوب عن الأنظار متواري عن الأبصار، يقع على من كتبه الله عليه من الكفار وبعض عصاة المسلين إلى ما شاء الله، وهو يقع عليهم سواء قُبِروا أم لم يُقبَروا، ولو أكلتهم السباع، أو مزقتهم الحيتان، أو تخطفتهم الطير، أو ذرتهم الرياح، أو أكلتهم النيران!
والواجب المتحتم على كل مسلم أن يؤمن به، ويحذر منه، ويبتعد عن أسبابه، ولا يتكلَّف في معرفته أو الوصول إلى كنهه، أو التخيل له، فهو غيب لا يرى، ومن أعظم صفات المؤمنين أنهم يؤمنون بالغيب ولا يتكلفون في معرفة حقيقته.
والأدلة من كتاب الله تعالى، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم متوافرة متظافرة تدل عليه، وتُخبِر به، وتُحذِّر منه، وتُبيِّن أسبابه، وموجبات العقوبة به -عياذًا بالله منه-.
ومنها قول الله تعالى في سورة غافر: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر من الآية:45-46].
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
وعن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه مسلم).
وقد ندبنا الشارع إلى كثرة التعوذ بالله منه في مطلق دعواتنا وفي آخر صلاتنا، فنعوذ بالله منه.
أما أسباب النجاة من عذاب القبر فكثيرة، جمعت لك جملة منها، عسى الله أن ينفعني وإياك بها.
فمنها: الصدقة والإنفاق في سبيل الله تعالى في وجوه الخير:
فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
ومنها: جملة من الأعمال الصالحة التي تتصور في القبر بأجمل منظر وأطيب ريح وأكمل صورة لتؤنس العبد المؤمن في قبره إلى يوم نشره وحشره.. قال تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم من الآية:44]، قال مجاهد: "في القبر".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» (أحكام الجنائز: [272]، وصحيح موارد الظمآن: [650]).وفي رواية، قال: «
ومنها: الموت مرابطًا في سبيل الله على ثغور المسلمين يدفع عنهم صولة الغادر وجولة الكافر: فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « -أي: فتنة القبر-» (رواه مسلم).
وفي رواية، قال: «
ومنها: الشهادة في سبيل الله تعالى: فعن قيس الجذامي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « !».
ومنها: الموت يوم الجمعة أو ليلتها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس كل من مات في هذا اليوم ينجو: فعن ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « » (رواه الترمذي وأحمد، وهو حسنٌ لغيره).
ومنها: سورة الملك المنجية: فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: « -أو قال: -، » (صحيح الترغيب والترهيب: [1475] وهو؛ حسن).
وهو في النسائي بلفظ: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ».
{وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}» (صحيح سنن أبي داود: [1265]).
ومنها: كثرة الاستعاذة بالله منه، فإنه لا ينجي منه إلا الله تعالى، وهو على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، نعم المولى ونعم النصير!
- التصنيف: