زوبع ورابعة والقنبلة الصوتية
ممدوح إسماعيل
زوبع أثار زوبعة رياح عاتية حرّكت الكثير من الرمال الساكنة الحزينة.
- التصنيفات: الواقع المعاصر -
د.حمزة زوبع ألقى بقنبلة صوتية بحديثه أن الإخوان فى رابعة كانوا يعلمون أن اﻻعتصام لن يُرجع الرئيس مرسي
وأنهم كانوا يضغطون لتحسين التفاوض.
الكلام بعيدا عن اﻹعلام مقروء ﻷى سياسى؛ ولكنه فى الإعلام سقطة.
وقد علق الأستاذ راضي شرارة بقوله أنه تضليل للناس، والحقيقة أن جماعة الإخوان كانت فى مأزق شديد ورهيب مابين:
- ضربة اﻹنقلاب القوية
- جسمها وعقلها وفكرها اﻹصلاحى بل وإرادتها اﻻصلاحية
- عدم وجود أى استعداد بقدرات استراتجية ومادية حقيقية للمواجهة
- اﻹشكالية المعقدة فى العقل السياسى للإخوان بشأن حساباته مع الغرب وجسد الجماعة المترهل المنتشر فى العالم.
- وأخيرا؛ حلم الجماعة ومشروعها فى الحكم الذى تبدد مع البيادة العسكرية؛ وأثر ذلك على أعضائها وخشية تفلتهم تماما.
بهذه النقاط يمكن فهم ماحدث فى اعتصام رابعة أنه كان أقصى ماتملكه جماعة الإخوان فى مواجهة اﻻنقلاب؛
وهل هذا صحيح أم ﻻ، مسألة تحتاج إلى شرح؛ بعيدا عن متصيدى الشماتة.
لكن اﻷهم ماطرحه د.حمزة زوبع وهو مايطلق عليه تحسين التفاوض، وهو الواقع فى لغة السياسة؛ بناء على ما قدمت.
لكن كان ومازال أهم مشكلة تعترض الإخوان؛ هو عدم وجود قيادة قادرة على التجديد والتغير؛ فتشبثوا بما يعتقدونه ثوابت فى النقاط الخمسة وخططوا لذلك وكان أصعب ماواجههم ومازال؛ أن الخصم المجرم قرأ جيدا عقلهم وأفكارهم بل واحلامهم وخططهم الحالية والمستقبلية، مع قدرته على التغيير فى الإجرام إلى أسؤ ما لم يتوقعه الإخوان.
نرجع إلى تحسبن التفاوض؛ وهو الوهم فى ضوء تشبث الإخوان بالتجمد على وضعهم المقروء من خصمهم.
فى حرب 6 أكتوبر وضح من خلال كل ماكُتب بعدها، أنّ السادات عمل على تحقيق نصر محدد لتحسين التفاوض الذى طلبه من كسينجر بعد 24 ساعة من العبور.
الشاهد أنك كى تحسن التفاوض ﻻبد أن تجبر خصمك على التفاوض بتحرك مفاجىء نوعى قوى مؤثر، وهذا لم يحدث من الإخوان الذىن يعتمدون على سياسة مدرب ملاكمة عجوزح سقطت أسنانه من الزمن والضرب؛
وهى الفوز بالنقاط، وهو غير معروف مطلقا فى تاربخ الصراعات الدموية وانقلابات السفاحين كما يحدث فى مصر.
واضح أنّ ما قاله زوبع بتحسين التفاوض، عرفه اﻻنقلاب واطمأن إليه؛ لذلك هو يعمل رغم صمود الإخوان الرائع والنادر على أن ﻻيمكن الإخوان من أي نقطة تفاوض جدية.
الكلام يطول لكن يبقى نقطة أخيرة، وهو ماقاله الأستاذ راضي شرارة؛ هل ماحدث تضليل؟
أختلف معه فى تفصيل أنه لم تكن شعارات "بكره مرسى راجع القصر" تضليل للنخبة وﻻ المثقفين الذين كانوا يدركون قراءة المشهد بسهولة من أحزاب ونخب؛ لكنهم سكتوا و تضامنوا حرصا على الوحدة وانصياعا لمشاعر اﻻحتماء مع الأخ الكبير للإخوان وأشياء أخرى لن أذكرها اﻵن.
ثانيا ممكن أن البسطاء من الجماهير صعدت احلامها للسماء وضللت.
ويبقى أنّ زوبع أثار زوبعة رياح عاتية حرّكت الكثير من الرمال الساكنة الحزينة.
وأخيرا؛ هذا مجرد تعليق ويبقى ﻻيمكن بأى حال من الأحوال رغم النقد المكتوم كثير منه للإخوان أن ينكر أي عاقل أنهم صامدون أمام قوة فاجرة مدعومة من الغرب، لكن يبقى السؤال للإخوان؛ ثم أما بعد:
هل اﻻنتظار حتى تتحول زوبعة زوبع إلى رياح عاتية ﻻيقف أمامها أي شىء مطلقا؛ وهو مايلوح فى الأفق.. ___________
خاص بموقع طريق الإسلام