فوارق - بين وجود المشكلة وبين تكلف إيجادها
الإيهام بوجود مشكلة يعد من أهم مداخل الشيطان لإضلال بني آدم تمهيداً لتصوير الحق على أنه السد المنيع الذي يفصل المرء عن بغيته، والحائل الرئيسي بينه وبين مطلبه وطموحه وبالتالي يصير التحرر من هذا الحق هو المطلب وتتحول فكرة الالتزام به إلى قيود يسعى الإنسان إلى التفلت منها تمهيداً بعد ذلك لرفض الحق بالكلية وربما كراهيته.
و فارق بين وجود المشكلة وبين تكلف إيجادها أو توهمها والإيهام بها.
وذلك الإيهام بوجود مشكلة يعد من أهم مداخل الشيطان لإضلال بني آدم تمهيداً لتصوير الحق على أنه السد المنيع الذي يفصل المرء عن بغيته، والحائل الرئيسي بينه وبين مطلبه وطموحه وبالتالي يصير التحرر من هذا الحق هو المطلب وتتحول فكرة الالتزام به إلى قيود يسعى الإنسان إلى التفلت منها تمهيداً بعد ذلك لرفض الحق بالكلية وربما كراهيته.
إن بداية المنهج الشيطاني المعتاد تتركز دوماً في ذلك الإيهام وتغيير التوصيف نفسه مع غرس التململ من الحق إن لم يستطع غرس كراهيته ابتداءً.
تأمل قوله لسيدنا آدم وزوجه: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف:20].
لقد اختلق مشكلة غير حقيقية وزين شهوة معينة ثم ربط الوصول إليها بالتخلص من الحق الذي أمر الله به ومخالفته
وهو في سبيل ذلك مستعد للقسم وقادر على أن يتلبس بثياب الناصح الحريص على المصلحة {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ } [الأعراف:21].
لكن حقيقة ذلك الوهم والخداع تظهر بمجرد أن يمد الإنسان يده ويقطف ثمرة الشجرة المحرمة فلا يستسيغ طعمها ويدرك أنها لم تكن كما تصور {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [الأعراف:22].
والبداية كانت في التصور والإيهام والتلبيس في توصيف المشكلة والذي يفرق في أحيان كثيرة عن حقيقة تلك المشكلة وربما وجودها نفسه..
- التصنيف:
- المصدر: