بين أسر الأفكار و أسر القضبان و الأسوار
محمد علي يوسف
قد يكون أسر الأفكار أشد إحكاماً وضيقاً من أسر الأسوار ولربما تكون قضبان الظنون أصلب ألف مرة من قضبان السجون، لكن سجين الفكرة ربما لا يدرك أبداً أنه سجين!
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
و فارق بين أسر الأفكار و أسر القضبان و الأسوار.
وقد يكون أسر الأفكار أشد إحكاماً وضيقاً من أسر الأسوار ولربما تكون قضبان الظنون أصلب ألف مرة من قضبان السجون، لكن سجين الفكرة ربما لا يدرك أبداً أنه سجين!
بل قد يظل حبيساً خلف قضبان تلك الأفكار و الظنون التى سيطرت عليه دون أن يدرك ربما لأعوام أنه كان ينظر إلى الدنيا من خلال نافذة زنزانة تلك الفكرة الخاطئة.
وقد تملك بعض الأفكار والتصورات على المرء حياته وتتغلغل فى مسام إدراكه فلا يتصور العيش إلا من خلالها ولا يمكنه التنفس إلا فى أعماقها حتى إذا هبت عليه نفحة من نسيم نظيف حبس أنفاسه خشية أن يختنق بها
ولو أنه أقبل وأقدم وقرر أن يجرب استنشاق عبير الحق مرة فسيدرك حينئذ الفارق بين نقاء نسماته العليلة وبين ريح الأسر المنتنة التى كانت تزكم أنفه دون أن يشعر حين كان حبيساً خلف أسوار ذلك السجن الذى لم يفترض ولو للحظة أنه صواب يحتمل الخطأ وأن غيره خطأ يحتمل الصواب.
لكنه حين يفعل فعندئذ فقط يعلم أن مفتاح هذا السجن كان فى يده طوال الوقت دون أن يلاحظ ذلك، فقط كان عليه أن يدير المزلاج الثقيل لينفتح الباب و ليغمر النور ظلمات السجن الكئيبة، نور العلم والإيمان.