فوارق - بين توصيف الواقع والاستسلام لهذا الواقع
و فارق بين توصيف الواقع والاستسلام لهذا الواقع
توصيفك للواقع بأنه فاسد أو أن مآلاته - في رأيك- مظلمة على مدى ليس بالقصير = ليس معناه أن تقرر الاستسلام له والرضوخ لفساده والانبطاح لتجبره وتسلطه معلنا انتصاره ولائما من يرفض الانبطاح لسطوته معك
حتى لو لم تستطع الوصول لحل آني لمعضلات ذلك التوصيف الذي خلصت إليه فإن ذلك لا يعيب تصورك ولا توصيفك إلا في حالة واحدة = هي أن تقطع بأنه لا حل مطلقا..
أن تثبط غيرك وأن تدعي جازما أن عدم وصولك لحل هو أمر مطرد يعم الجميع فتسفه ممن يختلف معك في توصيف الواقع أو تزدري تلك الحلول التي وصل إليها سواك بزعم استحالة وجود حل حسب تصورك وبالتالي الاستسلام التام هو الحل الوحيد وأن كل ما يخالفه = سفه وتضييع وقت
بمثل هذا التصور السقيم ودعوى احتكار الفهم والحقيقة = تختفي ثقافة التغيير والإصلاح لتظهر مكانها ثقافة الاستسلام والتكيف الكامل مع الباطل بدعوى الواقعية والحفاظ على فتات المكتسبات المزعومة التي يحصل عليها أصحاب ذلك التصور من خلال انبطاحهم للفساد وأهله متناسين قول ربنا جل وعلا: {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ . الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} .
- التصنيف:
- المصدر: