سلاح الفتوى والحرب على غزة

منذ 2009-01-13
سلاح الفتوى والحرب على غزة

د/ عوض القرني

سؤال وجواب مع د. عوض القرني

س: لم تقوموا بعمل صلح مع إسرائيل؟
ج: نحن لم نقم بعمل صلح مع الصهاينة، وهذا السؤال لابد أن يوجه لآخرين وليس لي.

س: أستاذنا و شيخنا بارك الله فيكم..
هل سيتوقف مدد الشعوب الرافضة للإجرام الصهيونى على مجرد التظاهر؟، هل سيتركون غزة حتى ينفذ السلاح ما العمل من وجهة نظركم؟
ج: أنا أقول في شأن إخواننا في غزة يجب أن نبذل كل ما نستطيع. كل من موقعه، فمن كان من أهل العلم والفكر والثقافة والدين، فليبذل ذلك من كان من أهل المال فليبذل هذا، ومن كان من أهل الطب فليبذل هذا، ومن كان من أهل السياسة يبذل هذا، ومن كان من أهل السلاح والجهاد يبذل هذا.

شاهدت قبل قليل في شريط الأخبار ان أمريكا تعلن عن مناقصة لنقل الذخيرة إلى إسرائيل طيلة العام فمن باب أولى، أن نبذل جهدنا في دعم إخواننا، وأنا قلت أن دعم إخواننا بالسلاح واجب ـ وأتساءل وأنا أستمع إلى بعض الحكومات، التي تقول أن من حق إسرائيل وقف تهريب السلام إلى غزة، واتساءل كيف يمكن تهريب السلاح إلى غزة وهي تحت الحصار.

منذ فترة طويلة وأنا أقول لهذه الحكومات، يجب أن تدعم غزة بالسلاح والخبراء وغيره، وأنا أقول وبشكل واضح، أن كل من يستطيع أن يدعم الشعب الفلسطيني بالقدرات العسكرية ليدافع عن نفسه، ثم قصر في ذلك فهو آثم مذنب، إنني أطالب جميع الدول العربية، بأن تسمح بفتح باب التطوع لنجدة إخواننا في غزة وأطالب الشعب المصري بالضغط على الحكومة المصرية لتفتح الحدود، لكل من يريد الوصول إلى فلسطين.

س: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سيدي الفاضل د. عوض القرني
تحية طيبة وبعد..

أتحدث أليك من غزة من قلب الحدث ...
في الحقيقة لي بعض الأسئلة التي سأطرحها على فضيلتكم إن تكرمتم...
أولا: ما حكم الجهاد على أرض فلسطين اليوم بالنسبة للشعوب الإسلامية ما دام هناك غزو لأرض من أراض المسلمين وما زال أهل تلك الأرض غير قادرين على هزيمة عدوهم؟

ثانياً: كيف يمكن تصنيف الحكام العرب حسب موقفهم من قضايا الأمة الإسلامية خصوصا قضية فلسطين وبشكل أدق غزو غزة؟

ثالثا: ما الحكم الشرعي لهؤلاء الزعماء؟

رابعاً: ما الدور المنوط بالشعوب العربية والإسلامية تجاه ما يحدث في غزة وكيف يمكن للشعوب أن يكون لها الدور الفاعل تجاه هذه القضية؟
بارك الله فيك شيخي الفاضل.
ج: الجهاد على المسلمين في أرض فلسطين، فرض عين وهو يتأكد في حق القريبين من أرض فلسطين ثم الأدنى فالأدنى.

- تحدثت أن بعض الحكام العرب، قاموا ببعض الواجب، ومنهم من لم يؤدي شيئا من الواجب، ومنهم من كان في حلف مع العدو.

- أما من قام ببعض الواجب فنشره على ماقام به، ونطالبه بالمزيد وأما من لم يؤدي شيئا من الواجب فنقول له: إن الله سبحانه تعالى سيحاسبك يوم القيامة واعلم أن الله أقدر عليك من أمريكا، واعلم أن إخوانك في فلسطين إنما يدافعون عن جميع أوطان المسلمين وشعوبهم، أما من أيد العدو أو تحالف معه، أو خطط معه فنسأل الله سبحانه وتعالى أن ينتقم منه وأن يرينا فيه يوماً أسودا.

- ما ذكرناه قبل قليل، وأيضا ذكر في مناسبات سابقة، من أننا يجب أن نعمل في جميع الجبهات، على حبهة اللجوء إلى الله والدعاء والاستغاثة به سبحانه، وعلى جبهة الفعاليات الجماهيرية والتواصل مع إخواننا، بشرح قضيتهم ودعوة العالم إلى مناصرتهم، وعلى جبهة الدعم المادي بالأعمال الإغاثية والمالية والطبية، وعلى جبهة الدعم العسكري، وأيضا على جبهة مطالبة الحكومات بقطع علاقانها مع الصهاينة، ودعم إخواننا في غزة.

كذلك على جبهة المقاطعة الإقتصادية، لكل ماله علاقة بالعدو الصهيوني، وأنا في هذا المقام، أطالب الشعوب القريبة من أرض فلسطين، بأن من يملك الخبرة والقدرة باقتحام فلسطين وضرب العدو ومحاولة أسر جنوده ألا يتردد في ذلك.

س: فضيلة الشيخ..هل فتواك دليلا على أحقية الإسلاميين الجهاديين في تجييش الجيوش الإسلامية في ظل الحرب "الصهيو صليبية"؟
ج: يجب أن نفرق بين من يحترمون مصالح الأوطان الإسلامية، وينأون بأنفسهم عن سفك الدم المسلم والعربي وإثارة القلاقل يين الأوطان الإسلامية، وبين من يسعى تحت حجة الجهاد، إلى التفجير والقتل والتكفير للمسلمين، نحن يجب أن نتصدى لقوى الاحتلال، لكن في الوقت نفسه، يجب أن نحافظ على أمن الأوطان الإسلامية، ونسعى لبذل جهودنا في كل ما يوحد الكلمة ويجمع الصف.

س: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

شيخنا الجليل السلام عليكم ورحمة الله..

نشكرك من كل قلوبنا على فتواك الجريئة القاضية بجهاد اليهود بكل الوسائل المتاحة، في إطار ما تسمح به الشريعة الإسلامية، لكنني أحب أن أركز على جانب أراه مهما، وفي متناول الشعوب، وهو مقاطعة السلع اليهودية والأمريكية، خاصة الكمالية منها، مع الصبر والمصابرة ودون إنقطاع..
ج: أنا أؤكد على كلام السائل، وتحدثت عن هذا من أول يوم، وتحدثت عنه في البرامج الإعلامية المختلفة، وهناك العديد من المواقع التي تعمل على المقاطعة، ومنها موقع قتح مع بداية الهجمة يعنوان "غزة تحترق فاطفؤا لهيبها بالمقاطعة"، وهذا الموقع يسعى لجمع مليون توقيع لمقاطعة إسرائيل، ومن يؤيدها من شركات وغيره. والمقاطعة قد تكون في ظل الظروف المتاحة هي أبلغ الوسائل بيد الشعوب.

س: في ظل الهجوم الذي تعرضت له سيدي الفاضل بعد إصدارك الفتوى الأخيرة التي ناديت فيها بضرب المصالح الإسرائيلية.. هل ترى أن هناك تضييق على العلماء في إعطاءهم حرية إصدار الفتاوى.. خصوصا في مثل هذه الظروف الحرجة التي يتعرض لها الوطن العربي؟، وهذا التضييق هل يأتي بأوامر عليا "من الخارج"؟
ج: بلا شك أن الضغوط على العلماء والمفكرين، وعلى الشعوب، وعلى الحكومات الوطنية، ضغوط متعاضدة من القوى الصهيونية، ومن يدور في فلكها، لكن العلماء يجب أن يقولوا كلمة الحق، وأن يبينوا للناس ما يجب عليهم.

س: هل ترون فضيلتكم أن دول الخليج أدت دورها فى نصرة غزة ونحن كلنا نعرف حجم العلاقات الاقتصادية بينها وبين أمريكا وإسرائيل؟
ج: لا يوجد أي دولة عريبة أو إسلامية على الإطلاق أدت أدوارها المنوطة، بها فبعض الدول أدت بعض واجبها، والبعض كانت سلبية وبعض الحكومات مع الأسف كانت ضالعة في العدوان كالحكومة المصرية.

س: بعد المشاكل التي صادفتك في فتواك الأخيرة.. هل ستراعي بعد ذلك ما تصدره من فتوى بمعنى أنك سوف تدقق أولا فيما تقوله حتى لايحدث ويتكرر ما حدث معك في فتواك الأخيرة؟
ج: أنا يا أخي الكريم دققت وفكرت قبل أن أصدر الفتوى، والمؤمن عندما يصدر الفتوى يراعي بادىء ذي بدء الله سبحانه وتعالي، ثم يتأكد من الأدلة الشرعية التي يستند عليها، ثم يفكر في الآثار المترتبة على هذه الفتوى، هل هي في مصلحة المسلمين أم لا وهذه الجوانب راعيتها في فتواي المذكورة، وسأحرص على مراعاتها في أي عمل يصدر عني إن شاء الله.

س: السلام عليكم..

هل تعتقدون أن الرأي العام سيفيد شهدائنا الذين سقطوا في غزة في شيء كما هو الحال عند سقوط بعض الضحايا كما وقع في هجمات 11 سبتمبر؟
ج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

أولا: الشهداء هم من يصطفيهم الله سبحانه وتعالى، ويرفع درجاتهم ولم يتمنى النبي صلى الله عليه وسلم منزلة من منازل الفضل، كما تمنى الشهادة في سبيل الله.

ثانيا: بلا شك أن تناصر المسلمين وتعاضدهم وتراحمهم، سيكون له أبلغ الأثر في تثبيت المجاهدين، وتقوية صفهم ودفع غائلة العدو عنهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت: «اهجهم - أو هاجهم - وجبريل معك» [رواه البخاري]، يعني ينال من المشركين بشعره..

س: السلام عليكم..

سيدي الفاضل.. هل ما قمت بإصداره من فتوى أحرج النظام السعودي، وتسبب في مشكلة بينك وبينه؟
ج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

لا أظن أن فتاوي أحرجت أي نظام، أو أي شعب، أو أي عالم، بل هي إسهام باداء الواجب على الجميع، وليس بيني وبين النظام السعودي إلا كل ود واحترام.

س: سمعنا من قبل بعض وسائل الإعلام أن مقالاتك منعت من بعض الصحف.. ما صحة هذا الكلام؟
ج: أنا لا علم لدي بهذا، فانا لا أتابع الصحف، ماذا نشر أم لم ينشر، ولم يصلني علم بهذا، فقد نشرت الصحف الأمريكية والإسرائيلية بعضاً من أقوالي، لذا لا أعتقد أن يكون قد منع نشر شيء لي.

س: فضيلة الشيخ عوض القرني.. تحياتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كثير من العلماء خالفوك في فتواك الأخيرة بخصوص "ضرب مصالح اليهود في البلدان العربية". وقالوا أنها تنشر العنف في جميع أنحاء العالم ..ما ردك؟
ج: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أحيي موقع إسلام أون لاين لاهتمامهم بقضايا المسلمين عموما وقضايا غزة خصوصا، وأحيي جميع إخواننا المشاركين والتحية قبل ذلك لإخواننا في غزة.

وبالنسبة لهذا السؤال فالإجاية عليه من ثلاث زوايا:
الزاوية الأولى: هو أنه ليس أكثر العلماء، ولا حتى الكثير منهم، ومن خالف لم يخالف الفتوى وإنما كانوا يتمنون أن تكون فتوى جماعية.

الزاوية الثانية: أن من حق العلماء أن يخالفوني في الفتوى، وأنا ذكرت في فتوايا أنها رؤية اجتهادية لا أدعي لها العصمة.

الزاوية الثالثة:أن الأحداث الجارية والمؤمرات الكبرى، التي نراها وما يراد أن تصل إليه القضية الفلسطينية، ربما يجعل هؤلاء العلماء يعيدون النظر في ما قالوه.

س: نشرت وسائل الإعلام أخبار عن اعتقال الداعية عوض القرني، وهناك صحف أخرى كذبت هذا الخبر ما صحة هذه الأخبار؟، وماذا حدث بالضبط؟
ج: هذه الأخبار مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.

س: تحيه لك شيخنا الجليل
سئمنا يا شيخنا من الخطابات والفتاوى والحديث المكرر..

ليس بأيدينا إلا الدعاء
هل هذا حقاً يجزؤنا في مثل هذه الأوضاع التي يتعرض لها اهلنا في غزة؟

تجمع الأموال في التبرعات على بعض القنوات ونحن نعلم جيداً بأنها لا تصل لمستحيقها من أهل غزه والمجاهدين من حماس بل تصل ليد الخونة من حكومة عباس فهل يجوز التبرع لهم؟، مع العلم أن الشعوب عندما تتبرع تعتقد أنها فعلت كل ما بيدها وتترك الأمر لأُولي الأمر الذين لا يدرون عن الأمر والله اعلم ..
شكرا لك وتحيتي الخالصة لمروؤتك.
ج: أولا: لا أوافق على أنه ليس بأيدينا إلا الدعاء، فمنا من يستطيع الدعاء، ومنا من يستطيع التبرع بالمال، ومنا من يستطيع الخطابة في المنابر، ومنا من يستطيع المقاومة، ومنا من يستطيع أن يشارك بنفسه طبيبا وممرضا، ومنا من يستطيع أن يشارك بنفسه مجاهدا. فالله سبحانه وتعالى علق الأعمال على الإستطاعة يقول تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: 16].

أما بالنسبة للتبرعات، فأنا أؤيد لها وأدعو الناس للمشاركة بها، وإن كانت قليلة فإذا اجتمعت جميعها سيكون لها أثر بإذن الله.

ومن تجاربنا، ومن ما نعلمه عن القائمين يهذه التبرعات، فإنها تصل لمستحقيها في فلسطين، من رعاية أيتام ومستشفيات وغيرها من أعمال الخير، وليس صحيحاً أنها ستكون لعباس وأصحابه.

بتصرف يسير



المصدر: موقع إسلام أون لاين

عوض بن محمد القرني

أستاذ بكلية الشريعة بجامعة الإمام -سابقاً- وكاتب ومحامٍ

  • 1
  • 0
  • 7,993

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً