عجبًا لك يا لُكَع !!
أبو فهر المسلم
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
لا أدري صراحةً .. كيف يهدأ له بال، أو يَقرّ له قرار ؛
ذلكم المُتزيّي بزِيّ العلماء الناصحين، والمُتخفّي تحت قبعة السلاطين، القابع في جحورهم، الوالغ في حلوائهم !
كيف تطاوعُه نفسُه، ويرتاح لذلك ضميرُه - إن كان ثَمَّ - ؛
أن يُسطّر ليل نهار، ويتشدَّق ملء فِيه هنا وهناك، بضرورة الرضا بما هو كائن، ووجوب التسليم المُطلق للطواغيت وحُكمهم، والانضواء تحت رايتهم، والانزواء بين حناياهم، والاصطفاف في خندقهم على مَن عاداهم، والتحذير من مقاومتهم، والتخذيل عن بيان ما عم عليه !
مُتحجّجًا مُتعلّلًا :
بالمشروع الكُفري العالمي، لتقسيم بلاد المسلمين، وتفويت الفرصة على المنظومة الصهيو أمريكية، لاحتلال بلادنا، ونهب ثرواتها، وهتك أعراضها وحرُماتها، وكسْر شوكتها وقوّاتها !
ويكأنَّ بلادنا حرَّةٌ طليقة .. أمرها بيدها، واستقلالها مشهود !!
وكأنَّ طواغيتنا هم الأُباة حرس الحدود .. تَرهبُهم أمريكا، وتخشاهم إسرائيل، وتحذَر غضبتَهم؛ الأممُ المُتّحدة ومجلس الأمن !
ويكأنَّه لا احتلال، ولا انتهاك، ولا خيانة، ولا عمَالة !
ويكأنَّ الدّين مُحكَّم، والشريعة مُطبّقة، والخلافة قائمةٌ راشدة !
وكأنَّ العرب مُتّحدون، ومقدساتنا مَصونة، وبلادنا مأمونة !
ويكأنَّ العدل قائم، والدنيا حلوة خضِرة، والحقوق مُوفَّاة !
يا هذا .. كُفَّ عنَّا جُشاءَك، ولا تزكمنا بنَتْن ريحِك !
فوَ الله .. ما أخبث هذا !!
ما أسلَمَنا لهذا إلا أمثالك .. وما أنت إلا متضامن مُبارِك !