{فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
أبو الهيثم محمد درويش
عند اشتداد الخطوب تتجه إليه القلوب
عندما تموج الفتن لا مخرج منها إلا هو
عند هبوب الكروب وتكاثرها لا ملجأ إلا هو سبحانه
لا ملك مقرب ينفع ولا نبي مرسل يجيب ولا ولي يفيد
- التصنيفات: التفسير -
عند اشتداد الخطوب تتجه إليه القلوب
عندما تموج الفتن لا مخرج منها إلا هو
عند هبوب الكروب وتكاثرها لا ملجأ إلا هو سبحانه
لا ملك مقرب ينفع ولا نبي مرسل يجيب ولا ولي يفيد ....لا مجيب إلاهو و لا قريب إلا هو ولا إله للكون غيره.
والمطلوب:
إفراده وحده بالدعاء
الإخلاص في السر والعلن
الاستجابة لأمره
الإيمان بما أمر بالإيمان به.
قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186].
قال العلامة السعدي رحمه الله: "هذا جواب سؤال، سأل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه فقالوا: "يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟" فنزل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} لأنه تعالى، الرقيب الشهيد، المطلع على السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فهو قريب أيضا من داعيه، بالإجابة، ولهذا قال: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.
والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه، وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.
فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به، الموجب للاستجابة، فلهذا قال: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره، سبب لحصول العلم كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}".