أمير شهداء غزة لا يُنسى

منذ 2009-01-21

إنها قصة من قصص البطولة الكثيرة العظيمة لشهداء معركة الفرقان، قصة بطل ينبغي أن يتعلمها شبابنا وأبنائنا، بطل شاب ضحى في سبيل الله وصعدت روحه لله في سبيل الله....

الشهادة منزلة عالية عظيمة لا ينالها إلا المخلصون الصادقون وهى اصطفاء من الله {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء} [سورة آل عمران: 140]، ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى فى كتابه الكريم: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة آل عمران: 169-170].

وفى غزة الأبية الصامدة المجاهدة كان موعد المجاهدين الصادقين الذين يقاتلون فى سبيل الله مع الشهادة، وعندما نذكر الشهداء لا نذكر العدد فقط الذى وصل إلى مايزيد عن 1300 ولكننا هنا نذكر ونخص المجاهدين المقاتلين، ونخص منهم بالذات بطلاً مجاهداً صنع ملحمة بطولة وفخر ليس له وليس لغزة فقط وليس لفلسطين فقط إنما للأمة العربية والإسلامية، إنه البطل المجاهد أمير يوسف منسي، كثير جداً من القراء لا يعرفونه ولكن حسبه جهاده، حسبه بطولته، حسبه تضحيته، حسبه شجاعته.

أنه أمير منسي مهندس صواريخ غراد التي أفزعت العدو الصهيوني ووصلت إلى مناطق لم يتوقعها العدو ،وكانت مفاجأة المجاهدين للعدو الصهيوني في معركة غزة معركة الفرقان.

إنه شاب ليس مثل كل الشباب؛ لقد اختار الطريق الصعب، طريق الجنة، طريق الجهاد والتضحية، لم يسير كما يفعل أقرانه فى طريق اللهو والكرة والأغانى وتضييع الأوقات، لقد اختار أن يكون وقته لله وفى سبيل الله.

وفى ملحمة بطولة أمير جزء هام جداً ألا وهو أنه ابن يوسف منسي وزير الإتصالات في حكومة إسماعيل هنية، الله أكبر ما أعظم هؤلاء القادة يقدمون أرواحهم وأرواح أبنائهم رخيصة فى سبيل الله، ولا يتوسطون بنفوذهم لأولادهم لوظيفة كبيرة في وزراتهم كما يفعل كل وزراء الدنيا، الذين لايرون إلا نعيم الدنيا الغرور الزائل، ولايرون النعيم الخالد فى جنة الخلد، بارك الله في يوسف منسي وجمعه وابنه في الفردوس الأعلى.

وفي هذا السياق القائمة طويلة تضم 45 من قادة حماس، استشهد أبناء لهم وعلى رأسهم وزير الخارجية القائد المجاهد محمود الزهار؛ الذي قدم ولدين للشهادة في سبيل الله خالد وحسام، ولا يفوتنا الشيخ نزار ريان الذي قدم ولده إبراهيم ثم استشهد هو وعائلته جميعا، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.

إنهم قادة من نوع فريد، قدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، يتقدمون الصفوف ويضحون في سبيل دينهم بأعز ما لديهم.

وبطلنا أمير يوسف منسي استشهد يوم 11 يناير -نحسبه كذلك ولانزكى على الله أحد-، وزف إلى السماء كي يزوج باثنتين وسبعين من الحور العين بإذن الله، ولم يلتفت إلى إستشهاده الكثير من الناس ووسائل الإعلام؛ فقد كان يعمل في صمت محتسباً عمله لله، وقد وفقه الله أن نال من العدو وأفزعه وجعله يتألم، وقتل من العدو بصواريخ جراد أربعة -وان كنت أشكك في الأعداد التي ينشرها العدو فهو يخفي عدد قتلاه كما تفعل أمريكا في العراق-.

إن الأثر الذي أحدثته تلك الصواريخ بالعدو الصهيوني لا يمكن قياسه وتحديده؛ لأنه أثر زلزل كيان العدو الذي يملك كل الأسلحة الفتاكة، وأيضًا لأنه أثر سيظل مستمر مؤلم مفزع للعدو ويحمل اسم أمير منسي...

ولا يفوتنا أن نشير إلى أن كل الأعداء من اليهود والصليبيين والخونة والمنافقين زلزلتهم صواريخ جراد ويتخبطون كيف حصلوا عليها؟، كيف يطلقونها؟، من عّلمهم إطلاق الصواريخ؟، فلله درك يأمير الشهداء؛ لقد أُطلق أكثر من 300 صاروخ جراد وظلت الصواريخ تطلق حتى بعد استشهاد البطل وستظل تُطلق طالما أنه يوجد محتل وعدوان، وستبقى صواريخ جراد في ميزان حسنات البطل أمير الشهداء أمير يوسف منسي -بإذن الله-، فلا تنسوه مع كل صاروخ يزلزل العدو فالمعركة لم ولن تنتهي بعد.

إنها قصة من قصص البطولة الكثيرة العظيمة لشهداء معركة الفرقان، قصة بطل ينبغي أن يتعلمها شبابنا وأبنائنا، بطل شاب ضحى في سبيل الله وصعدت روحه لله في سبيل الله، من أجل الأقصى والقدس وفلسطين ونصرة أمة الإسلام.


ممدوح اسماعيل محام وكاتب
[email protected]


المصدر: طريق الإسلام
  • 12
  • 1
  • 10,870
  • جلاب

      منذ
    [[أعجبني:]] التاريخ يعيد سيرتة،احسب روحة فى حواصل طير خضر معلقة فى عرش الرحمن
  • ابو مروان المصرلى

      منذ
    [[أعجبني:]] لااقول ما اعجبنى ولاكن اقول ما ابكانى على هذه الزهور هل من الممكن ارسال صوره خاصه على موقعى لهذالشهيد
  • محمدعلي

      منذ
    [[أعجبني:]] كلنا نتمنى أن نكون مكان منسي وإن شاء الله سنكون ومعنا ما ينسي اليهود صواريخ الغراد!!!
  • شمس

      منذ
    [[أعجبني:]] اللهم اجعلنا مثله
  • جهاد

      منذ
    [[أعجبني:]] و الله دمعت عيناي عندما قرأت هذه القصة, شاب لا يعرفه أحد لكن لا يظهر في و سائل الإعلام ليس مشهورا لكن يعرفه الحق سبحانه, كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأل عن شهداء إحدى معارك المسلمين فقيل له فلان و فلان و...و آخرون لا نعرفهم فقال و قد دمعت الله يعرفهم (أو يعلمهم). تقبل الله شهدائنا.
  • مازن

      منذ
    [[أعجبني:]] هنيئا لهم اخرتهم
  • ابوهمام الطوباسي

      منذ
    [[أعجبني:]] كافة القاله جزاكم الله كل خير
  • آمنة اسماعيل

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني المقال لانه أطلعنا على امر لم نعرفه
  • ابووليد

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني كل الموضوع ونشكر الكاتب جزيل الشكر على تعريفه بهؤلاء النجوم الا ليت شعري اين نحن وابناءنا منهم جعلهم الله جميعا شهداء باذن الله ويتخذنا الى صفهم عاجلا غير اجل يا رب
  • ابو محمود

      منذ
    [[أعجبني:]] غــــــــــزة: منبت الأبطال ومنبع الرجال وريح الجهاد والنصر وأريج النضال والصبر. ها هي الآن تدفع ثمن جهادها وتسدد حساب إبائها. وتشهد على تقاعس أمتها.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً