إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
إبراهيم حسن صالح
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، يقص علينا القرآن الكريم في سياق قصة ابني آدم -عليه السلام – حيث تقرب كلاهما بالقرابين إلى الله لنيل رضاه سبحانه وتعالى.
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ} [المائدة: 27]؛ ويشاء الله أن يتقبل قربان أحدهما وألاّ يتقبل قربان أخيه.
نعم كلاهما حاول ساعياً التقرب إلى الله وانتظرا قبول الله، ومنذ فجر الإنسانية الذي مثله ابني آدم عليه السلام، وحتى لحظتنا هذه، ونفس القصة تتكرر، يتنافس الناس في التقرب إلى الله، فلماذا يتقبل الله من بعضنا ولا يتقبل من الآخرين؟
استشاط وقتها ابن آدم -الذي لم يتقبل الله قربانه- غضبًا، وبدلاً من أن يسال نفسه: لماذا أعرض الله عن قرباني، سوّل له الشيطان شراً ليرتكب أول جريمة قتل في تاريخ البشرية، فقد قرر أن يقتل أخاه –الذي قبل الله قربانه – وقبيل مقتله صرح لأخيه بسر قبول الله: {قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]
فلعل أحدنا يتقرب إلى الله لله بالملايين الملوثة بالرياء والكسب الحرام وأكل مال الفقراء وربما دم الأبرياء؛ ويظن أن قدم لله ما يليق، ونسى أن الله طيب لا يقبل إلا الطيب.
ولعل أحدنا يتصدق لله سراً بأقل القليل ولكنها معطرة بالطهر والصدق والتقى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
جعلنا الله وإياكم من المتقين.
إبراهيم حسن صالح