لا تكن (فالنتاينياً)!!

منذ 2009-02-13

(الحب)... كلمة من حرفين لكنها تحوي معاني كبيرة وعظيمة، فأصل الدين عندنا ينبني على (الحب) وعلاقة العبد بربه من أهم اركانها (الحب)، {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} [سورة البقرة: 165]....

(الحب)... كلمة من حرفين لكنها تحوي معاني كبيرة وعظيمة، فأصل الدين عندنا ينبني على (الحب) وعلاقة العبد بربه من أهم اركانها (الحب)، {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} [سورة البقرة: 165]، وعلاقة المسلم بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبنية على (الحب)، ولا يكتمل إيمان العبد حتى يكون الرسول أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين.

والمؤمن الصادق يحب جميع الأنبياء والرسل، ويحب أهل الإيمان محبة عامة، ولأهل الفضل من العلماء ورموز الأمة الصالحين محبة خاصة، ويحب العبد امه وأباه، ويحب الوالدان أبناءهم وبناتهم، والزوج والزوجة أساس العلاقة بينهما هي المحبة والمودة، والمسلم يحب أخاه المسلم لله والمسلمة تحب المسلمة لله، فالحب بجميع صوره الجميلة شرعها الإسلام وحث عليها ورتب عليها الأجر والثواب.

أما (الحب) الفاسد الذي ينادي به أهل الشهوات اليوم فهي غريزة حيوانية انحرفت بصاحبها من (الحب) الحلال إلى (الحب) الحرام، من العفة والصدق إلى الفجور والخيانة، الزوج له علاقات بالحرام وزوجته لا ترى منه مودة ولا رحمة، الزوجة تكلم رجلاً وتتعلق به وربما تقابله بالحرام، ويسمونه (حباً)!!... أي (حب) هذا؟!، إنها خيانات وعلاقات شهوانية فاسدة، وتبدأ بحجة قضاء الوقت والاستمتاع بأحاديث الحب والغرام، وتنتهي في الغالب بالزنا والخنا والكبائر والذنوب، {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} [سورة الإسراء: 32].

عادة وثنية للرومان الذين جعلوا لكل شيء إلها، فللنور إله وللظلام إله، وللنبات إله وللمطر إله، وجعلوا كذلك للحب إله يحتفلون به منتصف شهر فبراير من كل عام، ولما تحول الرومان إلى النصرانية، وبقي بعضهم على وثنية، وقتل في ذلك الزمن قديس نصراني اسمه (فالنتاين) قيل بسبب تمسكه بدينه وقيل بسبب تزويجه للناس سراً، وقيل غير ذلك، فمعظم الناس منتصف ذلك الشهر (فبراير) يحتفلون فيه بعيد سمَّوه عيد (العشاق) أو عيد (الحب).

وانساق الناس وراء شهواتهم يقودهم إبليس، فابتدعوا في هذا اليوم طريقة خبيثة في إتيانهم للفواحش، فكانت البنات تكتبن أسماءهن في أوراق وتضعها في وعاء، ويأتي الشباب كل واحد يأخذ ورقة ليتخذ خليلة وعشيقة يفعل معها ما يشاء إلى العام المقبل حيث الاحتفال مجددا بهذا العيد الفاسد ليبحث كل عشيق عن عشيق آخر!!

يوم يسمح فيه بجميع المحرمات والشهوات الفاسدة، يوم يتراقص فيه النساء والرجال سكارى في ملذاتهم، لا يردعهم دين ولا خُلق قويم، لا مكان فيه للحياء، تقودهم شهواتهم الفاسدة لا غير!!

يكاد قلبك يعتصر ألما وأنت ترى الكثير من المراهقين والمراهقات يستعدون لهذا اليوم بأمور لا يمكن قبولها، والبعض للأسف قد أعد العدة للقاء الطرف الاخر بحجة أن هذا اليوم (عيد) ويباح فيه ما لا يباح في غيره، وأنه بحجة (الحب) نستطيع فعل كل شيء، وتجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء!!

بعض التجار بدورهم يبحثون عن هذه المناسبات وإن كانت محرمة ليروجوا بضائعهم، محلات الحلويات والشكولاته، تزين حلوياتها بقلب (الحب) الأحمر!!، ومحلات الزهور تقدم الاغراءات والورد الأحمر، والفنادق والمطاعم والمجمعات وغيرها تقدم عروضا بمناسبة هذا اليوم!!، ليس حبا فيه ولكن من أجل التكسب والارباح ولو كان على حساب الدين والخُلق!!

الإعلاميون الفارغون من الأفكار المبدعة والاخلاق الاسلامية الطاهرة تجدهم يبحثون عن كل ما يجذب المشاهد ولو كان محرما أو فاسدا المهم عندهم هو كسب الجمهور، والناس يتأثرون بوسائل الإعلام تأثرا كبيرا وذا خطر، ويلبسون على الناس هدفهم بترويج هذه الأعياد المسوقة للفواحش بأنها للحب الطاهر والشريف!!، وكأن الحب الطاهر والشريف الذي أحله الله وحث عليه الشرع لا يكون إلا بهذا اليوم والتشبه بالوثنيين والنصارى.

والله لو كان العيد خاليا من كل فاسد ومحرم وضار لما جاز لنا التشبه بدين غير دين الاسلام، واتخاذه عيدا!!، فكيف والحال كما نعلم في هذا العيد من اشتماله على صور كبيرة من الفساد والفواحش والمنكرات؟!!

سيقول السفهاء من الناس هؤلاء المتدينون يحرمون كل شيء!!، ويكفرون من يحب الفرح والسرور!!، وحرموا علينا (الحب) وهي غريزة فطرية وإنسانية!!، وهذا الكلام لا ينطلي إلا على السذج مثل قائليه!!؛ فنحن لم نحرم (الحب) بل ندعو إليه طوال العام وليس فقط في هذا اليوم، لكنه الحب الفطري السليم، الذي يحث عليه العقل والشرع، فما المانع أن تهدي زوجتك هدية وتحتفل معها أياما كثيرة في العام؟، لماذا انتظار هذا اليوم مثل سفهاء الأمم؟!، إلا أن تكون هي الانهزامية والذوبان في ثقافات الأمم المنحطة وضياع الهوية والشخصية الإسلامية!!

إن الكثير من مظاهر الاحتفال بهذا العيد الوثني الأصل من إهداء بطاقات المعايدة، والزهور الحمراء، واللون الأحمر في اللباس، وكلمات التهاني والاحتفالات وغيرها تدخل في قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من تشبه بقوم فهو منهم» [صححه الألباني]، فلننتبه لأن الامر يتعلق بالدين والشرع، ولا تكونوا (فالانتاينيين)!!









المصدر: طريق الإيمان

نبيل بن علي العوضي

داعية مشارك في إدارة الوعظ والثقافة في وزارة الأوقاف الكويتية

  • 27
  • 2
  • 25,180
  • nada

      منذ
    لماذا نجعل للحب عيد أو يوم محدد مع أن المحب وقت شعوره بإحساس الحب نحو من أو مايحب يشعر بأن كل أوقاته عيد أما عن فلسفة أصل عيد الحب فلا يجب علينا كمسلمين أن نستحضر طقوس الحب خاصة في هذا اليوم وبعدما عرفنا سبب التسمية الحقيقي له ومن يحب دينه فيجب عليه الابتعاد عن عمل إي طقوس معينة تدل على الاحتفال بهذا اليوم لذاته وجزى الله كاتب المقال خير الجزاء على هذا التذكير الذي أشعرنا بمدى تهافت الناس على خلق أي مناسبة تقليدا لأناس يجب علينا مخالفتهم واشير هنا إلى حث النبي صلى الله عليه وسلم على مخالفتهم وعدم اتباع طريقتهم حتى ولوكان في خير مثل صيام عاشوراء حيث أضاف عليها النبي صبغة اسلامية خاصة بنا كمسلمين0
  • nada

      منذ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني هناك الكثير من الناس خصوصاً في بلدي اليمن لايعرفون عن هذا العيد شيى ولاتجد له أثراً إلا فيما ندر خصوصا بين قلة قليلة من المقلدين التافهين الذين ينبذهم مجتمعنا وهذه القلة لاتكادتذكر، ولكن ما أخافني وافزعني هو ظهور القلوب والألوان الحمراء والعناوين الحمراء في المواقع الدينية والتي أصبحت كانها تروج لهذا الموضوع وتجبر الباحثين عن الفقه والرشاد إلى الانحراف والبحث عن موضوع عيد الحب وفالنتاين وبالتالي الانجراف إلى الزوايا المظلمة وعليه أرجو تجاهل هذا الموضوع والرد بايجازعلى من سأل عنه حفظكم الله وأنار طريكم لما فيه خير الأمة
  • Salaheddine Rezig

      منذ
    أظن أن هذا المقال سيزيل الشك عن كل قلب حائر في شرعية هذا العيد -كما يسميه السفهاء- و لكن يبقى الكثير من الغافلين الذين ندعو لهم الله تعالى أن يهديهم .
  • nada

      منذ
    بارك الله فيك
  • ابو حمزة حسن

      منذ
    [[أعجبني:]] الحمد لله و الصلاة على رسول الله مشكلتنا ان شبابنا ليسوا على درجة من رفض التحديات التقافية للغرب فاصبحوا يقبلوا كل شيء حتى لو كان على حساب دينهم و هويتهم وهذا راجع لجهلهم بتعاليم الاسلام في تحريم المعاصي و الشبهات فانساقوا وراء الغرب بدعوى التقدمية والحرية و التعبير عن الذات ونسوا انهم عباد لله مكلفون ان مثل هذه التصرفات والاعتقادات تكرس قناعات لدى الشباب نظرية العبثية و التي نزه الله نفسه عنها فهم يعيشونها بكل مقوماتهاوكل صورها ماداموايعبثون بما جعله الله عصبا للحياة الطاهرة والعلاقات الفاظلة المبنية على الارتباط في الله قبل الذوات و الشهوات ان من الاسباب التي جعلتنا نقع في الرذيلة ضعف معرفتنا بالثقافة الاسلامية في علاقة الرجل بالمرءة وعلى اي اساس يكون الحب فغالب الشباب يرون ان الحب يجب ان يبتدء خارج اطار الزواج وهدا هوعين عادات الجاهلية التي ابطلها الاسلام و اعتبر ان الحب الحقيقي الذي يثاب عليه العبد داخل مؤسسة الزواج قال عليه الصلاة والسلام -...وان يحب المرء لا يحبه الا لله...- فالذين يحتفلون بهذا اليوم هم عشاق الصوروالهياكل اما المحب الحقيقي فهو يحب جمال الروح والخلق الرفيع و السلوك القويم فهو يرتبط بما هو باق وليس فان او معرض للتلف ولقد ظل النبىء وفيا لحب خديجة بعد وفاتها وغالب ماينعدم عند هؤلاء الوفاء بعد تمكنه من فرصة جنسيةاو نزاع
  • احمد

      منذ
    [[أعجبني:]] مختصر في الكلام ودخول مباشر في لب الموضوع
  • اميرة

      منذ
    [[أعجبني:]] ما شاء الله .. اللهم اهدنا
  • محمود فرج

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبنى المقال جداوجذاه الله خيرا ان شاء الله وكل حب فى غير الله حرام
  • محمد علي مراد البلوشي

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله ألف خير وأن شاء الله في ميزان حسناتك
  • ابو عبد القهار

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيك يا من كتبت هذا المقال

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً