إلى كل ظالم : بادر بشراء المظالم
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
إلى كل ظالم : بادر بشراء المظالم
نموذج عجيب من عدالة عمر
و موقف مهيب من شدة خوفه من الله و حرصه على العدل و عدم ظلم الرعية .
ترى هل يعتقد الظالمون من الولاة أنهم سيقفون أمام رب غير الله ؟؟؟!!!
أم أنهم يعتقدون أن عمر يخاف الله فاشترى مظلمته التي لم يكن يدري عنها أما هم فيمتلكون الجرأة الكافية للتصرف أمام الله الملك الجبار ؟؟؟!!!!
عجباً!!!!
جاء في موارد الظمآن :
ولما رجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الشام إِلَى المدينة انفرد عن الناس ليتعرف ويتفقد أحوال رعيته فمر بعجوز فِي خباء لها فقصدها فقالت: يا هذا مَا فعل عمر؟ قال: قَدْ أقبل من الشام سالمًا. فقالت: لا جزاه الله خيرًا.
قال: ولم؟ قالت: لأنه والله مَا نالني من عطائه منذ تولى أمر المسلمين دينار ولا درهم قال: وما يدري بحالك وأنت فِي هذا الموضع فقالت: سبحان الله، والله مَا ظننت أن أحدًا يلي على الناس ولا يدري مَا بين مشرقها ومغربها فبكى عمر رضي الله عنه وقال: واعمراه كل أحد أفقه منك يا عمر حتى العجائز.
ثم قال لها: يا أمة الله بكم تبيعيني ظلامتك من عمر فإني أرحمه من النار فقالت: لا تستهزئ بنا يرحمك الله فقال: لست بهزاء فلم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارًا.
فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما فقالا: السلام عليك يا أمير المؤمنين فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت: واسوأتاه شتمت أمير المؤمنين فِي وجهه.
فقال لها عمر: يرحمك الله ثم طلب رقعة جلد يكتب بها فلم يجد فقطع قطعة من مرقعته وكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم هذا مَا اشترى به عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إِلَى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارًا فما تدعي عند وقوفه فِي الحشر بين يدي الله تعالى فعمر مِنْه بريء شهد على ذلك علي وابن مسعود دفع الكتاب إليَّ وقال: إذا أنا مت فاجعله فِي كفني ألقى به ربي عز وجل.موارد الظمآن في دروس الزمان .
أبو الهيثم